حرب حوثية نفسية على الجنوب بعد تجرع مرارة الهزيمة العسكرية
رأي المشهد العربي
"الصحافة هي أن تنشر ما لا يريد أحدهم أن يراه منشوراً، فيما عدا ذلك فهي مجرد أخبار علاقات عامة".. و"اكذب، اكذب، ثم اكذب حتى يصدقك الناس".. تلك مقولتان شهيرتان ترسختا لدى قناعات المليشيات الحوثية، التي أخذ إعلامها يكيل الأكاذيب ضد الجنوب، بغية تحقيق مصالح سياسية تحرّكها آيادٍ إيرانية.
نسي الحوثيون الدرس القاسي الذي لقّنه الجنوبيون لهم عندما حاولوا احتلال الأرض، وإدراكاً منهم بأنّ المواجهة العسكرية ستنتهي بخسائر فادحة قد تقضي على الفكرة الحوثية من الأساس، لجأت المليشيات إلى الوسيلة الأرخص وهي توجيه الأكاذيب عبر وسائل إعلامها، في محاولة لتأليب الجنوبيين ضد قادتهم، رغم النجاحات الأمنية والسياسية التي يحققها المجلس الانتقالي الجنوبي.
منصات الإعلام الحوثية وصفحات المليشيات عبر مواقع التواصل الاجتماعي شاركت في حملة مدبرة ومخططة "مفضوحة"، حاولت النيل من استقرار الجنوب، ذاهبة إلى الإدعاء بأنّه يشهد اغتيالات وفوضى أمنية قادت إلى موجات نزوح كبيرة.
ترتبط هذه الحملات الشيطانية بالفشل الذي لازم محاولات المليشيات التقدم نحو الجنوب في الفترة الأخيرة، ويبدو أنّ البطولات العسكرية والوعي الشعبي قد فاجئ الحوثيين، فبحثوا عن سبل أخرى تلعب على الجانب النفسي لأهل الجنوب.
الحملة "الإعلامية" الحوثية شارك فيها أيضاً عناصر حزب الإصلاح الإخواني، لتكشف نقاباً جديداً عن تحالف شرير بين المليشيات والجماعة الإرهابية التي تحالفت من أجل النيل من استقرار الجنوب.
وحرصت وسائل إعلام ناطقة بلسان مليشيا الحوثي على ترويج الأكاذيب فيما يتعلق بجبهة الضالع، مستخدمةً نفس الأساليب التي كانت قد اتبعتها عندما هاجمت الجنوب في 2015.
المليشيات نفّذت تسللات إلى أطراف الضالع، بعدة أفراد خفيفي الحركة يعملون على تصوير تلفزيوني وينشرونه فيما بعد، في الوقت الذي قد تعاملت المقاومة مع المجموعة وأجهزت عليها.
وسيراً على النهج الذي كانت تتبعه مليشيا الإخوان في عدوان التسعينات، فإنّ "الحوثي" يسعى من خلال ترويج أكاذيب عن سيطرة مزعومة على بعض المناطق في الضالع، تقوم على شقين أساسيين، الأول لعناصرها للدفع نحو مزيدٍ من التحشيد، والثاني يستهدف توجيه رسالة سلبية للجنوبيين تستهدف كسر معنوياتهم.
وقد كانت وسائل إعلام قطرية وتركية، وهما الدولتان اللتان تحتضان الإرهاب الإخواني، سبَّاقة في نشر الكثير من الإدعاءات حول الأوضاع في محافظة الضالع، وفي المقدمة من ذلك قناة الجزيرة وكالة الأناضول، حيث تتحدثان بشكل يومي عن تقدُّم حوثي، كما تعرضان مشاهد مفبركة تقوم المليشيات بفبركتها.