أبعاد الحرب على الضالع
د. عيدروس النقيب
- القرصنة ليست دعماً للقضية الفلسطينية
- القضية الجنوبية ومعضلة الخط المستقيم(1)
- لحظات في حضرة اللواء الزبيدي
- بين عبد الملك ومعين عبد الملك
المواجهات التي تشهدها محافظة الضالع منذ أسابيع، تختلف عن تلك التي تجري بين القوات الانقلابية وبين قوات الشرعية في مناطق مختلفة في بعض مناطق صعدة وحجة والحديدة والبيضاء وتعز والتي يسود فيها الهدوء والتعايش بين الطرفين أكثر مما تشهده من لحظات المواجهة.
تكاد الحرب على الضالع ان تكون هي الحرب الوحيدة الحقيقية والجادة التي تتم بلا مساحيق ديكورية ولا لوازم تمثيلية بعد أن استنفد المتنازعون كل ما يحتاجونه من لوازم وحاجيات الاستقطاب الكاذب.
قبل أيام نقل أحد الزملاء البرلمانيين عبر إحدي مجموعات مجلس النواب على خدمة "ووتسأب" خبرا عن مواجهات الضالع واصفاً إياها ب"حرب على الحدود" كما أسماها المصدر وقد تحدث المصدر عن هزائم كبيرة للقوات الحوثية، وبدلاً من أن ينشغل النواب بمضمون الخبر راحوا يتساءلون عن: أي حدود يتحدث الزميل؟ لقد استفزت الزملاء البرلمانيين مفردة الحدود ولم يثر اهتمامهم الخبر عن هزائم الحوثيين وانكساراتهم على أيدي أبطال المقاومة من أبناء مديريات الضالع الشمالية والجنوبية والحزام الأمني الجنوبي.
ومع التقدير الكبير للأعمال البطولية التي يبديها المقاومون الأبطال في كل من قعطبة ومريس ودمت والعود والبيضاء وتعز وما قدمه مقاومو مناطق حجور وعتمة، فإن الاتجاه الرئيسي يقول إن الطبقة السياسية في الشمال في معظمها تمتلك مقدرة وفيرة للتعايش مع الحالة الانقلابية والقبول بأدنى الشروط للعمل المشترك مع الجماعة الحوثية وإن مسألة الوصول إلى صفقة كهذه إنما هي مسألة وقت ليس إلّا.
لكن هذه الطبقة السياسية نفسها ليس لديها أي استعداد لإقامة قواسم مشتركة مع الجنوب وقواه السياسية ومقاومته الوطنية صاحبة السجل المشرف في هزيمة المشروع الانقلابي وأنصاره، وقد رصدت العديد من المواقع الإلكترونية مشاهد عديدة لمن يعبرون عن هذا الموقف وهم يمارسون التشفي بالمقاومين الجنوبيين بعيد الأنباء التي تحدثت عن نجاح الحوثيين في السيطرة على بعض المواقع الجنوبية.
وقد جاء حديث وزير الدفاع المقدشي ليكشف تلك الحالة العدائية المزمنة تجاه الجنوب والجنوبيين عندما قالها بصريح العبارة إن القوات التي لا تنطوي تحت الشرعية ستعتبر معادية حتى لو كانت تحارب الانقلابيين، ويبدو أن هذا هو السبب الرئيسي لاعتبارها قوة معادية (أي محاربتها للانقلابيين)، لان الكل يعلم ان حكومة سيادته تجري حوارات مفتوحة مع الانقلابيين الحوثيين وقريبا سيغدو الحوثيون أصدقاء وشركاء (وإخوان كما قال وزير خارجية الشرعية) ويبقى العدو الحقيقي للطرفين هو الجنوب والجنوبيون.
الحرب على الضالع التي يشنها الانقلابيون الحوثيون وأنصارهم، وتساهم فيها ألوية وفيالق الشرعية بالسكوت والتفرج، وربما بالدعم من الباطن، لا تستهدف فقط الضالع كمحافظة أو مديريات، بل تستهدف رمزية هذه المنطقة بمواقف أبنائها البطولية في مواجهة العدوان منذ بداياته، وتسجيل أنصع صفحات المقاومة للعتاة والغزاة والمعتدين القدماء والجدد، وهي في الأول والأخير حرب على الجنوب كل الجنوب من باب المندب وكمران وحنيش وزقر حتى صرفيت ونشطون وسقطرى.
هل عرفتم من هو العدو الحقيقي لشرعية المقدشي وزملائه؟ وهل عرفتم لماذا لم تطلق جيوش السيد المقدشي طلقة واحدة لتخفيف العبئ على مديريات محافظة الضالع؟؟