استهداف المنشآت المدنية.. سلاح الحوثيين للهروب من الضغوط

الأربعاء 22 مايو 2019 18:11:13
استهداف المنشآت المدنية.. سلاح الحوثيين للهروب من " الضغوط "

تُمثل الاعتداءات الإرهابية التي تنفّذها مليشيا الحوثي ضد الأهداف المدنية، أحد الوسائل التي يحاول من خلالها الانقلابيون مواجهة الضغوط التي تحاصرهم من كل مكان.
حدث ذلك في الأيام الماضية، ففي خضم التوتر الأمريكي الإيراني، وتكثيف الضغوط على طهران وأذرعها في المنطقة ذهبت المليشيات إلى قلب المملكة العربية السعودية، مستهدفةً أهدافاً مدنية، حيث يحاول الحوثيون بعثرة الأوراق وتحويل دفة الضغط بعيداً عنها.
وكشفت القوات المشتركة للتحالف العربي أنّ المليشيات الحوثية حاولت استهداف مرفق حيوي بمدينة نجران، يستخدمه المدنيون، بطائرة من دون طيار محملة بالمتفجرات، مبينةً أنّ هذا العمل يشكل تهديداً للأمن الإقليمي والدولي.
وأوضح العقيد الركن تركي المالكي، المتحدث الرسمي باسم التحالف، أنّ المليشيات قامت بمحاولة استهداف أحد المرافق الحيوية في مدينة نجران، الذي يستخدمه المدنيون من مواطنين ومقيمين، بطائرة من دون طيار تحمل متفجرات.
وأضاف - في بيان له: "المليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران تواصل تنفيذ الأعمال الإرهابية التي تمثل تهديداً حقيقياً للأمن الإقليمي والدولي، من خلال استهدافها الأعيان المدنية والمرافق المدنية، وكذلك المدنيون من مواطنين ومقيمين من جميع الجنسيات".
وحذّر متحدث التحالف من أنَّ هذه الأعمال الإرهابية واستهداف المدنيين سيواجه بوسائل ردع حازمة من قبل قوات التحالف، وقال: "نحذر بأشد العبارات المليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران، من مواصلة استهدافها الأعيان المدنية والمرافق المدنية، وكذلك المدنيون، وستكون هناك وسائل ردع حازمة، وستتخذ قيادة القوات المشتركة الإجراءات الرادعة كافة، بما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية".
في هذا السياق، قال الدكتور هادي اليامي رئيس لجنة حقوق الإنسان بمجلس الشورى السعودي إنّ محاولة المليشيات الحوثية استهداف أحد المرافق الحيوية في نجران حلقة جديدة ضمن سلسلة التجاوزات والاعتداءات المتكررة على المدنيين في المدن السعودية.
وأضاف اليامي في تصريحات لصحيفة الشرق الأوسط، أنّ المليشيات الحوثية تلجأ كعادتها في كل مرة تتزايد عليها الضغوط العسكرية إلى محاولة استهداف المرافق المدنية والمدنيين، من أجل خلق حالة من الزخم الإعلامي تسمح لهم بالتغطية على هزائمهم المتلاحقة.
وتابع: "محاولة الاعتداء الأخيرة من جماعة الحوثيين المدعومة من النظام الإيراني على أحد المرافق الحيوية في نجران تأتي حلقة جديدة في سلسلة تجاوزاتهم ومحاولاتهم الاعتداء على المدنيين، وقد رأينا محاولاتهم إطلاق صواريخ باليستية على مكة المكرمة في هذا الشهر الفضيل، وهي كلها محاولات لم ولن يكتب لها النجاح، بسبب يقظة القوات السعودية".
وأوضح اليامي، وهو الرئيس السابق لمنظمة حقوق الإنسان العربية: "العالم أجمع يدرك أن الميليشيات الحوثية الانقلابية لا تمتلك التقنيات الحديثة، وليست لها القدرة على تشغيلها.. إنما تأتيها من النظام الإيراني الذي يتخذها أداة لتنفيذ أهدافه في المنطقة، لذلك الواجب على المجتمع الدولي تشديد الرقابة على نظام طهران، وإرغامه على وقف تدخلاته السلبية في شؤون دول المنطقة".
من جانبه، أدان الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، محاولة الحوثيين مجدداً استهداف مكة المكرمة بصاروخين باليستيين، وشدّد على أنّ مثل هذه الأعمال الإرهابية تمثل تهديداً خطيراً ليس فقط لأمن واستقرار المملكة العربية السعودية، وإنما أيضاً للأمن الإقليمي كله، إضافة إلى كونها تمثل انتهاكاً لحرمة الأماكن المقدسة وشهر رمضان الفضيل.
وقال السفير محمود عفيفي المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، إنَّ أبو الغيط أكَّد في هذا الإطار التضامن الكامل مع المملكة العربية السعودية، في مواجهة كل ما من شأنه تهديد أمنها الوطني وزعزعة استقرارها، ومساندة الإجراءات التي تتخذها السلطات السعودية لمواجهة هذا التهديد، مع تأكيده أيضاً على رفض أي محاولة لتوسيع دائرة النزاع المسلح الذي عانى منه اليمن على مدار السنوات الأخيرة.