حشد عسكري في محطة كهرباء.. معسكر حوثي يخنق المدنيين
الخميس 23 مايو 2019 21:39:13
منذ اليوم الأول للحرب التي أشعلتها مليشيا الحوثي في صيف 2014، دفع المدنيون أثماناً فادحة لا سيّما على الصعيد الأمني، إذ يزج بهم الانقلابيون في قتالٍ لا ناقة لهم فيه ولا جمل.
مصادر محلية في محافظة المحويت الخاضعة لسيطرة المليشيات، قالت إنّ الحوثيين استحدثوا مركز تدريب وسط السكان ما يعرض حياة المدنيين للخطر، وأن المنخرطين فيه من صغار السن وطلبة المدارس.
المليشيات حوّلت مقراً خاصاً بمولدات كهرباء بعزلتَي جبل نعمان وبني مأمون الأهلية بمديرية حفاش إلى مركز لتدريب أنصارها من العزل المجاورة للمنطقة يتم حشدهم وإخضاعهم لدورات طائفية وتعبئة لتدريبهم وإرسالهم إلى جبهات القتال.
المصادر أوضحت أنّ مليشيا الحوثي بقيادة المشرف الملقب أبو جبريل الذاري تقوم بتدريب عناصرها تدريبات عسكرية وطائفية في هنجر يستخدمه أهالي المنطقة لمولدات الكهرباء في قرية جبل نعمان، وهي إحدى القرى الكبيرة لعزلة جبل نعمان بمديرية حفاش والتي تقع إلى الغرب من المحافظة.
وأوضحت أنّ أغلب من يتم حشدهم، من صغار السن من طلاب المدارس، ليسهل عليهم إقناعهم وغسل أدمغتهم، وأنّ المليشيات تعمل على تجنيد الأطفال في حروبها وتستخدمهم دروعاً بشرية.
مليشيا الحوثي قامت باحتلال المدارس ومقرات حكومية مدنية وخاصة وحوّلتها إلى مراكز للتعبئة الطائفية للمواطنين وأخرى للسكن ولتدريب عناصرها وللاحتماء من غارات التحالف، وللزج بالمدنيين في المخاطر من أجل اختلاق مزاعم بأن الغارات توقِع مدنيين.
لا يقتصر الأمر على ذلك، بل كشف تحقيق سري لشبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية، نشرته في وقتٍ سابق، عن جرائم مليشيا الحوثي بحق المدنيين والمتمثل بإساءة معاملة الملايين منهم.
وبدأ التحقيق من مديرية بني قيس، الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، بعرض صورة لطفلة رقيقة، عمرها عامان، ما زالت تحبو، اسمها إسهام بشير، يحاول العالم مساعدتها هي ونحو 16 مليون شخص يتعرضون للمجاعة في اليمن عن طريق إرسال المعونات الغذائية.
لكن، وفقاً لتقارير الأمم المتحدة وتقارير "سي إن إن" من أرض الواقع، فإنّ بعضاً من تلك الشحنات الغذائية يقوم عناصر الحوثي، الموالون لإيران، بسرقتها على نطاق أكبر بكثير مما تم الإبلاغ عنه من قبل.
وفي العام الماضي، كشفت الأمم المتحدة فقد نحو 1% من المساعدات، مع الإقرار بوجود نطاق واسع من إساءة المعاملة، إلا أنّ التحقيق السري لشبكة "سي إن إن" توصَّل إلى أنَّ عشرات المناطق التي دمرتها الحرب تسلمت المعونات الغذائية على الأوراق فقط، وأن الآلاف من الأسر المتضررة لم تصلها المعونات على أرض الواقع.
وتحوم الشبهات، بحسب شكوك الأمم المتحدة، بأن شحنات المعونات الغذائية يتم تحويلها إلى عناصر مليشيا الحوثي ومؤيديهم بدلاً من الأطفال الذين يتضورون جوعاً.
ولم تتلقَ "إسهام عصام" ولا أهل بني قيس أي حبوب أو زيت للطهي أو غيرها من إمدادات المساعدات لأسابيع وأسابيع. إنهم لا يتضورون جوعا، لكن يعاني الأطفال من أعراض سوء التغذية، الأمر الذي سيقلل من نمو أجسادهم وعقولهم ويجعلهم عرضة للإصابة بالكثير من الأمراض.