تضييق حوثي على عمال الإغاثة.. المليشيات تنتقم من الاتهامات الفاضِحة

الجمعة 24 مايو 2019 01:01:46
تضييق حوثي على عمال الإغاثة.. المليشيات تنتقم من الاتهامات "الفاضِحة"
في الوقت الذي كثَّفت فيه الأمم المتحدة الضغط على مليشيا الحوثي بشأن العبث المتنامي بالمساعدات الإنسانية، صدرت نظرة تشاؤمية بشأن تعامل الانقلابيين مع هذا الوضع.
برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة قال إنّه يتوقع أن تتسبّب انتقاداته العلنية بمزيد من التضييق على عمال الإغاثة من قبل الحوثيين في المناطق الواقعة تحت سيطرتهم.
جاء ذلك على لسان رئيس البرنامج ديفيد بيزلي قوله، الذي نقلت شبكة "بي بي سي" قوله إنَّه يتوقع أن تتسبب انتقاداته العلنية غير المعتادة في رد فعل من جهة الحوثيين، بمزيد من التضييق على عمال الإغاثة، إلا أنّ الأطفال يموتون بسبب هذا الوضع المزري.
وأضاف: "هذا الوضع يخرق المعايير الدولية الإنسانية الأساسية، لأنّ الأبرياء يعانون من سرقة الطعام والتلاعب بالمساعدات الغذائية والفساد.. المساعدات تتعرّض للنهب على يد بعض المسؤولين الحوثيين الفاسدين وغير المتعاونين، في المناطق الواقعة تحت سيطرتهم حيث يعيش الملايين على حافة المجاعة". 
وتابع: "جهود البرنامج للوصول للمحتاجين تتعرض لعراقيل مستمرة، ونأمل أن يتغلب قادة الحوثيين الصالحين على أقرانهم الفاسدين". 
وكان البرنامج قد هدّد يوم الاثنين، في رسالة تحذيرية وجهها المدير التنفيذي للبرنامج ديفيد بيزلي لرئيس ما يُسمى "المجلس السياسي" لدى الحوثيين مهدي المشاط، بوقف توزيع المواد الغذائية في مناطق سيطرة المليشيات بسبب مخاوف من وقوع "اختلاسات" وعدم إيصال المساعدات لأصحابها. 
ودعا المدير التنفيذي للبرنامج، المسؤول الحوثي إلى "التقيّد بالاتفاقات"، محذِّراً من أنّه إذا لم يتم تطبيق نظام اختيار المستفيدين والبصمة كما جرى التوافق عليه، فإنّ برنامج لن يكون إلا أمام خيار تعليق توزيع الغذاء في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين. 
وأوضح: "العاملون في مجال الإغاثة في اليمن يمنعون من الوصول إلى الجائعين، بينما يتم اعتراض المواكب، وتتدخّل السلطات المحلية في عملية التوزيع.. الأهم من ذلك، وضُعت العديد من العوائق في طريق اختيارنا للمستفيدين.. على هذا الأمر أن يتوقف". 
وبينما يُنظر إلى هذه الخطوة بأنّها قد تؤدي إلى استئصال الجرائم الحوثية إلا أن وقف توزيع المساعدات في المجمل يحمل الكثير من المخاطر لنحو 15 مليون شخص يعيشون على حافة المجاعة. 
وفي ظل تفاقم المأساة الإنسانية التي تؤكدها الأرقام الأممية نفسها، وبينما تُجهض المليشيات الانقلابية أي فرص تجاه الحل السياسي، فكان لزاماً على الأمم المتحدة أن تتخذ إجراءات من شأنها وقف العبث الحوثي بالمساعدات، واعتماد آليات حاسمة وجازمة تتمكن من خلالها الأمم المتحدة من إيصال المساعدات لمستحقيها.