الحوثيون ونهب ذهب الحديدة .. خطوة ما قبل التصعيد العسكري
لا تُفوِّت مليشيا الحوثي الانقلابية أي فرصة للنيل من الأخضر واليابس، مُحاوِلة بكل ما أوتيت من قوة تعزيز سلطاتها على الصعيدين الأمني والاقتصادي.
أحدث جرائم الحوثيين في هذا الصدد هو تهريب كميات كبيرة من الذهب من مدينة الحديدة إلى صنعاء، وذلك تحسباً لاحتمال مواجهات عسكرية في الفترة المقبلة.
هذه الإجراءات جاءت بعد أقل من شهر على نقل الحوثيين أموالاً من خزينة البنك المركزي في الحديدة إلى صنعاء.
ويعود الجزء الأكبر من كميات الذهب التي استولت عليها المليشيات الانقلابية في الحديدة، بحسب تقارير صحفية، إلى خزينة البنك المركزي، في حين نهبت بعضها من منافذ البيع الخاصة بالذهب والمجوهرات، ومن ممتلكات المواطنين التي استولت عليها تحت تهديد السلاح.
وتعمد المليشيات الحوثية إلى الدفع باقتصاد مدينة الحديدة إلى مرحلة حرجة، لا تستطيع معها المدينة تسيير مصالحها الداخلية أو تقديم المواد الأساسية، بعد أن أفرغتها من الأصول المالية والذهب، وسطت على مداخيل الميناء.
في هذا السياق، صرح الدكتور الحسن الطاهر محافظ الحديدة لصحيفة الشرق الأوسط: "بحسب المعلومات التي جرى رصدها اختارت المليشيات التوقيت المناسب في شهر رمضان والهدنة لتهريب كميات من الذهب إلى صنعاء، مستفيدة من الجهة الشمالية للمدينة في ذلك لكونها بعيدة عن أنظار الجيش".
وأضاف أنّ المدينة لم يتبق فيها مصادر مالية تسيّر أمورها وباتت على هاوية الإفلاس نتيجة تبديد المال العام ونهب الممتلكات، إضافةً إلى فرض الإتاوات على المواطنين الذين يعانون من وضع اقتصادي سيئ ونقص حاد في السلع الرئيسية وشح في موارد الدخل.
ولفت إلى أنَّ المليشيات الانقلابية ستستفيد من كميات الذهب المهربة إلى صنعاء في تحصين مواقعها ودفاعاتها ضد الجيش، من خلال الدفع بمرتزقة أو تدريب أطفال مقابل مبالغ مالية، كما ستزيد الأموال المنهوبة من أرصدة قيادات الحوثيين التي تعيش على قوت المواطنين في المناطق التي يسيطرون عليها.
ومنذ توقيع اتفاق السويد في ديسمبر 2018، ترتكب مليشيا الحوثي آلاف الخروقات كما استغلّت هذه الفترة في تدعيم صفوفها العسكرية وتعزيز مواردها الاقتصادية بغية الانتقال إلى مرحلة أكثر عنفاً في المرحلة المقبلة.