مصير طالبان يطرق أبواب الحوثي.. وجنت على نفسها انهياراً
لا يمثل التصعيد العسكري الذي تُقدِم عليه مليشيا الحوثي مصدر قوة لها، بقدر ما يمكن اعتباره أمراً يشير إلى اقتراب القضاء على هذا السرطان، ذي الوجه الإرهابي المتطرف.
وتكشف التحركات على الأرض وفي الغرف الدبلوماسية المغلقة أنّ العالم أجمع لن يستمر في مجاراة التهديدات التي بات يمثلها الحوثيون ضد مصالحه، وبخاصةً عندما يتعلق الأمر بالأمن والاستقرار والنفط والعلاقات مع دول التحالف العربي.
مليشيا الحوثي، حسبما تقول صحيفة العرب الدولية، تواصل الهروب من الواقع نحو الإمعان في الانتحار الذاتي، وما محاولاتها استهداف مكة المكرمة إلا دليل على ذلك، وكذلك بالنسبة لحديثها عن ترشيحها 300 هدف في السعودية والإمارات للاستهداف بواسطة الطائرات المسيرة المهربة من إيران، والتي يشرف على إطلاقها خبراء حزب الله اللبناني.
"الحوثيون الآن جزءٌ من أدوات نظام الملالي في المنطقة، هذا الأمر بات معروفاً لدى الجميع، ومن يدفع الثمن هم المدنيون ، حيث استفادت المليشيات من حالة الفراغ السياسي لما بعد عاصفة الربيع العربي التي هبت على البلاد، لتبسط نفوذها باعتبارها قوة تتخذ من ثورة الخميني في إيران المثال الذي تقتدي به".. تضيف الصحيفة.
المليشيات الحوثية اتخذت من شعارات الثورة الإسلامية حصان طروادة للاستحواذ على اليمن، وتقاسم أفرادها السلطات في صنعاء فأصبح عبدالملك الحوثي قائداً للثورة أو المرشد الأعلى لها، ومحمد علي الحوثي رئيس اللجنة الثورية العليا، ورغم عدم اعتراف العالم بالانقلاب سعت المليشيات لفرض الأمر الواقع، مستفيدةً في ذلك من السلبية الدولية في التعامل مع هذه الظاهرة المهددة لأمن المنطقة واستقرارها.
وبات لا يهم المليشيات إلا مشروعهم العقائدي الظلامي الذي لا يختلف عن مشروع طالبان في أفغانستان، وتذكر الصحيفة: "الفصيلان الجبليّان يتخذان من إدعاء نصرة الإسلام عبر معاداة الغرب وخاصة الولايات المتحدة، شعاراً لهما، ويستثمران في كل ما يتنافى مع عقيدة المسلم، من المتاجرة بالدم والسلاح والمخدرات ومعاناة الفقراء والجياع والدفع بالأطفال إلى ساحات القتال".
رفض الحوثيون كل الحلول السياسية وأفشلوا جهود المبعوثين الأمميين، وانقلبوا على نتائج المفاوضات المختلفة، ورغم طردهم من أغلب المناطق إلا أنَّهم لا يزالون متشبثين بمشروعهم الظلامي خدمة لشعارات عقائدية أساسها العودة إلى الوراء بإحياء خلافة الإمام أو إمامة الخلافة، وحتى تكتمل صورة مشروعهم اتجهوا للتصعيد المعلن ضد السعودية، الدولة التي اختاروا أن يكون خنجراً فارسياً عنصرياً مسموماً في ظهرها.
وكما فشلت "طالبان" في أن تحظى باعتراف دولي، يواجه الحوثيون عزلة عالمية، فمثل هذه الأنظمة القائمة على فكرة التمرد والقادمة من القرون الوسطى، لن يكتب لها في إدارة دولة، لكن الاندفاع الذاتي نحو الانتحار يجعلها تصر على مشروعها خدمة لمن يتزعمها ومن يدعمها من وراء الحدود، ليكون المدنيون هم الضحايا، وليدفع البسطاء من التابعين الخاضعين للشعارات العقائدية دماءهم وأرواحهم في معارك لا تعد إلا بمزيد الخراب.
وحال حدوث اتفاق إقليمي ودولي على اجتثاث الحوثيين، ستنتهي المليشيات إلى غير رجعة مثلما حدث مع "طالبان" عندما أطيح بحكمها في أواخر 2011، حيث لا يمكن للعالم أن يستمر في مجاراة التهديدات التي بات يمثلها الحوثيون ضد مصالحه.