لغَّمنا كل شبر.. رسالة حوثية حوّلت مسيرة عودة نازحي الحديدة إلى الألف كيلو
"لغَّمنا كل شبر.. الموت في انتظاركم"، هكذا حوّلت مليشيا الحوثي الانقلابية، حلم عودة آلاف النازحين عن منازلهم، إلى كوابيس تطاردهم على مدار الوقت، ما أضاع أمل العودة.
هذه المأساة يعيشها المئات من أهالي قرية منظر جنوب مدينة الحديدة، فعندما اشتدت المواجهات بالقرب من القرية، اضطر الأهالي إلى النزوج إلى حي الربصة داخل مدينة الحديدة وبعد توقف المواجهات أرادوا العودة لبيوتهم، إلا أنّهم فوجئوا عند وصولهم إلى مناطق التماس بالمسلحين الحوثيين يقطعون الطريق ويطلبون منهم العودة.
المليشيات أخبرت الأهالي بأنَّها لغَّمت كل شبر في المنطقة الفاصلة، فعاد الأهالي والدموع في أعينهم بعدما رأوا منازلهم قريبة منهم ولم يستطيعوا الوصول إليها.
وبعد معاناة مع واقع التشرد والنزوح وتعسفات مليشيا الحوثي، قررت عشرات الأسر من أبناء قرية منظر سلك طريق بديل للعودة لديارهم المحررة وكان عليهم عبور ست محافظات وقطع مسافة تزيد عن ألف كيلو متر مروراً بصنعاء، ذمار، إب، تعز، لحج، عدن، المخا، وصولاً إلى خط الساحل الغربي المحرر المؤدي إلى قريتهم حيث تتواجد قوات المقاومة المشتركة.
يقول أحد النازحين، ويدعى محمد سالم في حديثٍ لصحيفة البيان الإماراتية: "المسافة التي تفصلنا عن بيوتنا لا تزيد عن كيلو متر واحد لكن مليشيا الحوثي ضاعفتها إلى ألف كيلو".
وخلال مدة السفر التي تصل في غالب الأحيان إلى 30 ساعة، يواجه النازحون مخاطر جمة حيث أصبحت معظم الطرق الأسفلتية معطوبة وغير صالحة لسير المركبات بالإضافة إلى مئات النقاط العسكرية التابعة لعناصر المليشيات.
لا تتوقف المعاناة عند هذا الحد، بل تقوم المليشيات باختلاس أموال من المسافرين مقابل السماح لهم بالعبور من منطقة إلى أخرى، وممارسة إجراءات استفزازية كتوقيف باصات النقل لساعات طويلة واستجواب الركاب وتفتيش هواتفهم وتهديدهم بادعاء أنهم مطلوبون أمنياً للجماعة وذلك لإجبارهم على دفع المبالغ المطلوبة منهم.