حصار الإخوان والحوثي لتعز يفجر أزمة إنسانية طاحنة

الاثنين 27 مايو 2019 00:11:50
حصار الإخوان والحوثي لتعز يفجر أزمة إنسانية طاحنة
تعاني مدينة تعز أوضاعا إنسانية طاحنة بسبب حصار مليشيا الحوثي الانقلابية للمدنية بالإضافة إلى تفشي جرائم مليشيا الإصلاح وهو ما وضع المدنيين العزل وسط كماشة حوثية إخوانية تسعى لإبادتهم استمرارا لحالة الفوضى التي تتنفس عليها تلك المليشيات لتحقيق مآربها.
وفي تلك الأثناء تعاني تعز أزمة مياه حادة إذ سيطرة الميليشيات على منطقة مصادر مياه المدينة في ضاحية الحيمة شرق تعز، حيث تتركز آبار مشروع المياه الذي يزود مدينة تعز، ويصطف عشرات الأهالي في طوابير طويلة أمام براميل وضعتها بعض المنظمات الدولية في مختلف أحياء مدينة تعز المحاصرة، من أجل الحصول على المياه.
يشكو معظم سكان المدينة المحاصرة من ارتفاع أسعار صهاريج المياه الخاصة بالاستخدام المنزلي، ووصولها إلى مستويات غير مسبوقة، حيث ارتفع سعر صهريج المياه سعة 3000 لتر إلى أكثر من 15 ألف ريال، بعد أن كان يباع بمبلغ 6000 ريالا.
وتأتي أزمة نقص مياه المدينة في الوقت الحالي من ضاحية وادي "الضباب" غرب المدينة، وفيها تتجمع يوميا مئات الناقلات المحملة بصهاريج المياه التجارية، وتصطف في طوابير طويلة تنتظر عدة أيام حتى يأتي دورها أمام مضخات الآبار.
وفي المقابل فإن هذا الحصار لا يقابله على الناحية الأخرى أي مقاومة من مليشيا الإصلاح التي تتواجد بكثافة في المدينة وتسيطر على معظم مناطقها، بل أنها على النقيض تقدم بين الحين والآخر على توقيه اتفاقيات ومعاهدات مع العناصر الانقلابية بما يضمن استمرار الأوضاع في تعز كما هو بوضعها الحالي.
وكشفت وثيقة خرجت إلى النور في 12 مارس الماضي، صرف البنك المركزي نحو مليار ريال تحت بند "معركة تحرير تعز"، فيما ذهب المبلغ كاملاً للقيادي الإخواني محمد مهيوب مقبل قائد شرطة النجدة في محافظة تعز.
وبحسب ما جاء في موقع "إرم نيوز" في حينها، فإنّ "القيادة العسكرية لمحور تعز استلمت من الحكومة مبلغًا يقدر بثلاثة مليارات ريال يمني سُلمت وفق ثلاثة شيكات، أحدها شيك مصور باسم قائد النجدة، وبلغ 822 مليونًا و66 ألفًا و660 ريالًا، تحت زعم استكمال معارك تحرير مديريات الحوبان شمال شرق محافظة تعز، في وقتٍ يطبق فيه حزب الإصلاح قاعدة تصفية الخصوم متجاهلاً مواجهة المليشيات الحوثية.
"محمد مهيوب مقبل" نفسه محاط بالكثير من الجرائم على أصعدة مختلفة، فمن المعروف عن هذا القيادي الإخواني أنّه تاجر سلاح انخرط في صفقات إلى المليشيات الحوثية، وكان قد ألقي القبض على ولده بينما كان يقود سيارة نقل صغير محملة بالسلاح قبل أشهر في التربة وهي متوجهة إلى الحوثيين من اللواء الخامس حرس رئاسي.
ورغم مضي شهرين على إقرار خطة تحرير تعز فإن شيئًا منها لم ينفذ حتى الآن، في وقتٍ أكّدت فيه مصادر عسكرية أنّه خطة التحرير كانت تقضي بانطلاق العمليات بداية شهر أبريل الماضي، وعلى هذا الأساس تم توزيع مبلغ مليار ونصف المليار ريال يمني على قيادات الألوية ”22 ميكا، 17 مشاة، 170 دفاع جوي، واللواء الخامس حرس رئاسي، و الرابع مشاة جبلي“، للبدء بالمعركة المؤجلة .
ومؤخرا أقدمت مجاميع مسلحة من مليشيا الحشد الشعبي التابعة لحزب الإصلاح في تعز، على اقتحام سجن إدارة أمن المسراخ وتصفية سجين متهم بالقتل، وأكدت المصادر أن مليشيا الحشد الشعبي الإخوانية تعيث فسادا في مدينة تعز، وتقوم بانتهاكات خطيرة.
ولم تكتفي مليشيا الحشد الشعبي بتصفية السجين بل قامت بمهاجمة منزل محافظ تعز السابق "أمين محمود" وعمه "عبدالوهاب محمود " ونهبهما ولأن حراسة المنزلين هما من قاما بتسليم المتهم لإدارة أمن المسراخ لتفادي أي مشاكل، غير أنهما لم يسلما من مليشيا الحشد .
وجاءت عملية تصفية المتهم جاءت في وقت كان وكيل المحافظة عارف جامل قد بعث مناشدات بسرعة إرسال أطقم أمنية لنقل السجين من إدارة امن المسراخ بعد محاصرتها من مليشيا الحشد، غير أن قيادة المحور وإدارة أمن تعز رفضت الاستجابة .