بعد خسارته عسكريا.. الإصلاح يحاول إفساد نجاحات الضالع سياسيا

الاثنين 27 مايو 2019 22:03:29
بعد خسارته عسكريا.. الإصلاح يحاول إفساد نجاحات الضالع سياسيا
رأي المشهد العربي 
فشل حزب الإصلاح للعبث بالبيت الداخلي الجنوبي عسكريا بعد أن تحالف مع مليشيا الحوثي في المعارك الدائرة حاليا بالضالع والتي تحقق فيها القوات الجنوبية نجاحات عسكرية يومية، غير أن هذا الفشل لم يوقف مخططاته الخبيثة تجاه الجنوب، فلجأ للعب على الوتر السياسي من خلال ابتزاز الشرعية للسلطات المحلية في محافظات الجنوب من أجل تطويعها لخدمة أجندة الإصلاح. 
المخطط الإخواني المفضوح يرعاه علي محسن الأحمر القيادي الإخواني ونائب الرئيس هادي، ويجري تطبيقه في محافظات عدة على رأسها المهرة ولحج وسقطرى وحضرموت وشبوة، وهو يرتبط إما بالبحث عن موطأ قدم لحزب الإصلاح وإعادة تواجده في تلك المناطق باعتباره ضمن المكونات السياسية والتي لا توجد لها ثقل سياسي بالجنوب من الأساس. 
أو من خلال إثارة السلطات المحلية لرفض تواجد القوات الجنوبية والنخب التي تتولى تأمين تلك المحافظات في ظل غياب الشرعية بما يستهدف إحداث فوضى أمنية بها تؤثر على توجيه الدعم الجنوبي إلى جبهة الضالع. 
وبالنظر إلى ما يجري حاليا في المهرة فإن الأحمر أوعز لمليشيا الإصلاح بتصدير خطاب يعلن خلاله رفضه لما أسموه بـ"عسكرة محافظة المهرة"، في إشارة لرفض تواجد قوات النخبة المهرية التي تقوم بتأمين المدينة. 
ويعبث الإصلاح في تلك المحافظة من خلال رئيس الفرع المحلي لحزب الإصلاح بالمهرة، مختار الجعفري، والذي يشغل في الوقت ذاته منصب وكيل أول محافظة المهرة، إذ يحاول أن يوجه سهام نقده إلى الجهات التي تقوم بتأمين المحافظة رافضا تمويلها، ويقوم بتأليب المواطنين هناك على دولة الإمارات العربية المتحدة التي تسعى لأمن واستقرار تلك المحافظة وتدعم القوات الجنوبية في جبهة الضالع في مقابل تحقيق مصالح حزبه في الفترة الحالية. 
الوضع ذاته تكرر في محافظة أرخبيل سقطرى، إذ صدرت السلطة المحلية بالمحافظة للمواطنين هناك فكرة أنها ترفض وجود تشكيلات عسكرية خارج نقاط الشرعية، وتقصد بذلك قوات الحزام الأمني في وقت تقوم فيه بتمرير مخطط الإصلاح الساعي لوجود مليشيات تشبه الحشد الشعبي الموجودة في تعز وهي بعيدة كل البعد عن إطار الشرعية الغائب بالأساس في تلك المحافظة. 
وأصدر المحافظ رمزي محروس بإيعاز من حزب الإصلاح أيضا قرارات يغلب عليها الطابع الفوضوي، بعد أن طلب من اللواء مشاه بحري ومدير امن سقطرى، التوقيع الإجباري على تنفيذ أوامره والالتزام بسياسته الدخيله التي اختلقها من البداية لتشكل في النهاية حماية رئيسة له والجهات التي ترعاه من دون أن يرتبط ذلك بمصالح المواطنين. 
مصادر مطلعة أكدت على تلك التحركات بإشارتها إلى وجود توجهات إخوانية يقف ورائها الجنرال علي محسن الأحمر تحت غطاء الشرعية لتشكيل واستحداث قوة إضافية في سقطرى تكون خاضعة لهم، حيث بدأت التحركات لتشكيل تلك القوة في مأرب تحت ما يسمى لواء الدفاع الساحلي. 
وأضافت المصادر ذاتها، أن سقطرى شهدت في تلك الأيام فتح باب التسجيل لقبول دفعات جديدة للانضمام إلى تلك المليشيات التي يحركها علي محسن الأحمر تمهيدا لإرسالهم إلى مأرب للتدريب، ليتم إضافتها للقوتين السابقتين اللتين جرى تدريبها في مأرب ونقلها إلى سقطرى تحت مسمى (النخبة - معسكر الدفاع الساحلي) والتي تتخذ حالياً في سقطرى أحواش المواطنين مقراً لها، برضاء من محافظ سقطرى الذي لم يوجه اعتراضا عليها بل ويسعى إلى تمريرها.
وكشفت المصادر أن أحد القادة العسكريين الموالين للأحمر ويدعى نوح إذهن، صرح علانية أمام جنوده بإنه في القريب العاجل سوف يستلمون المنشآت الحكومية باسم الحشد الشعبي والشرطة العسكرية، فيما يبدو أنها رسالة لمدير الأمن العام الضغط عليه لتنفيذ توجيهات الجنرال محسن في سقطرى، وذات الأمر ينطبق على اللواء أول مشاة بحري.
كما أن لحج تعرضت لموقف مشابه ولكن هذه المرة بإيعاز من رئيس حزب التجمع اليمني للإصلاح محمد بن عبدالله اليدومي، ذراع الشر الثاني داخل الإصلاح بعد علي محسن الأحمر، والذي وظف محافظ لحج اللواء أحمد عبد الله تركي لتوجيه دعوة مشبوهة تهدف بشكل علني إلى ما أسماه "لملمة الأحزاب السياسية"، لكن باطن تلك الدعوة هو إحياء دور حزب الإصلاح، الذراع السياسية لجماعة الإخوان الإرهابية داخل المحافظة. 
وبحسب مصادر جنوبية فإن هذا المشروع الذي يجري الإعداد له تحت مبرر تحسين الوضع الاقتصادي والتنموي في محافظة لحج ما هو إلا تصريح مبطن لتلك الأحزاب ومن بينها حزب الإصلاح الذي يسعى للعودة إلى محافظات الجنوب التي تحررت من هيمنته ومشاريعه التدميرية المقوضة للأمن والاستقرار عبر خلاياه المتطرفة التي تمكنت القوات الجنوبية من القضاء عليها في المحافظة بعد أن عاشت سنوات في قتل خير أبناء الجنوب.  
بالنهاية لا يمكن فصل تلك التحركات عن رغبة الإصلاح في استغلال تواجد الجنوبيين في جبهات القتال للعبث بالبيت الداخلي الجنوبي، وهي رغبة لا تنفصل عن تحقيق المخطط الحوثي الساعي للتوسع جنوبا بالتعاون مع مليشيا الإصلاح التي تهيأ له الأوضاع لتركيز جميع جهوده على جبهتي الضالع والساحل الغربي.