صراع الوكلاء يكشف عن صدام قريب بين الحوثي والمشاط

الاثنين 27 مايو 2019 22:18:24
صراع الوكلاء يكشف عن صدام قريب بين الحوثي والمشاط
كشف التراشق الذي اندلع بين سلطان السامعي عضو ما يسمى بالمجلس السياسي الأعلى للحوثيين ( المقرب من القيادي محمد علي الحوثي) وبين أحمد مدير مكتب مهدي المشاط رئيس ما يمسى بالمجلس الأعلى للحوثيين، عن وجود صراع بين وكلاء الحوثي والمشاط قد يصل خلال الأيام المقبلة إلى صدام علني وشيك بين الطرفين إذا لم تفلح الوساطة الإيرانية التي تدخلت لرأب الصدع.
وقبل أيام شن عضو ما يعرف بالمجلس السياسي الأعلى التابع للحوثيين، سلطان السامعي، هجومًا لاذعًا على قيادات حوثية بارزة، مشيرا إلى أن "جماعة الحوثي حولت أعضاء المجلس السياسي الأعلى إلى مجرد ديكور، لكن لن نسكت على هذا".
وقال السامعي في لقاء مع بعض قيادات المنظمات المدنية اليمنية في صنعاء، الخميس، إن "سجون الحوثي تعج بالعشرات من أصحاب الشركات المحلية والعاملين في المنظمات الدولية بدون أي سبب، ويتم الضغط على أصحاب الشركات التجارية من قبل قيادات حوثية لعمل شراكة مقبل الإفراج عنهم".
ويعد السامعي أحد المقربين من محمد علي الحوثي وحليف قوي لإيران في اليمن منذ عدة سنوات، وسهل لها الحضور ”الشيعي“ في المناطق الوسطى منها تعز واب، وأسهم بشكل فعلي في تعزيز الحضور القبلي للميليشيات الحوثية في المناطق الوسطى.
وفي وقت اتهم السامعي، حامد بالسعي لتحجيم المجلس السياسي ووضع القيادات الخارجة من عباءة التيار العقائدي للحوثيين في خانة الأتباع، نشرت وسائل إعلام التيار العقائدي، ومنها قناة المسيرة، وثائق تكشف حجم التعيينات في المناصب العليا للدولة التي وجه بها السامعي طوال السنوات الماضية، ودعمه للعشرات من المهربين ومستوردي الأسمدة.
ويرى مراقبون أن تلك التحركات تعد مقدمة لعزل السامعي من منصب عضوية المجلس السياسي وضرب كل المعارضين، بعد هيمنة التيار العقائدي المقرب من زعيم الحوثيين، وتحجيم آخر الأصوات المناهضة من الشخصيات المحسوبة سابقًا على أحزاب اليسار اليمني.
ويذهب البعض للتأكيد على أن الرسائل التي بعث بها حامد إلى رئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط، والمطالبة بالتحقيق مع السامعي، تعد تحركات على مستوى عالٍ لإقصاء السامعي أو على الأقل إسكاته إن لم يتم اعتقاله وتقديمة للمحاكمة أو تصفيته“.
فيما أشارت مصادر مطلعة في صنعاء بأن الأزمة المتصاعدة بين عدد من القيادات الحوثية لجهة التنافس على الثراء والنفوذ، دفعت طهران إلى التدخل في مسعى لتهدئة الصراع بعد أن طلب منها ذلك القيادي سلطان السامعي .
وتقول المصادر إن السامعي حاول خلال تصريحاته التي أطلقها بعد أن ارتدى بزة عسكرية برتبة فريق أن يوجه رسالة قوية للجماعة الحوثية من خلال تذكيرها بأنه هو وأمثاله شركاء في انقلابها على الشرعية وليس أجراء على حد تعبيره، وذلك بعد قام القيادي أحمد حامد بالحد من نفوذه والتوجيه بمنع قبول أي أوامر يصدرها السامعي.
وذكرت مصادر مقربة من السامعي في صنعاء أن القيادي الحوثي أحمد حامد المعروف بـ«أبو محفوظ» هدد الأول بالتصفية الجسدية وتفجير منزله واعتقال أقاربه بعد إطاحته من عضوية مجلس حكم الانقلاب.
وكان السامعي من أكبر القيادات اليمنية والبرلمانية التي ارتمت في أحضان طهران وحزب الله اللبناني، ما جعله يحوز تمويلا إيرانيا مستقلا بعيدا عن التمويل الذي يحصل عليه قادة الجماعة الحوثية، إلى جانب تكفل إيران عن طريق وكيلها حزب الله اللبناني بإدارة وتمويل قناة «الساحات» التي يملكها السامعي ويسخرها لخدمة الانقلاب ولخدمة أغراضه السياسية وتحالفاته.
وفيما أكدت المصادر أن الصراع بين قيادات الجماعة دخل مرحلة «كسر العظم» رجحت أن تؤول الكفة في النهاية لمصلحة القيادات القادمة من صعدة، والمقربة من زعيم الجماعة على حساب حلفاء الجماعة وأتباعها الآخرين بمن فيهم سلطان السامعي.
وتشير مصادر مقربة من الدائرة الحوثية في صنعاء، إلى أن الاتهامات التي وجهها سلطان السامعي لمدير مكتب المشاط، جاءت أساسا بالتنسيق مع الرجل الثالث في الجماعة محمد علي الحوثي الذي يريد صلاحيات أكبر في مجلس الحكم بعيدا عن مهدي المشاط الذي يعتقد أنه ضعيف وغير قادر على تولي رئاسة مجلس حكم الانقلاب.
وفي الوقت الذي يحاول فيه محمد علي الحوثي الابتعاد عن الضجة المثارة بين السامعي وحامد، أطلق القيادي عبد الكريم الحوثي عم زعيم الجماعة المعين وزيرا لداخلية الانقلاب أتباعه للوقوف في صف حامد والنيل من سلطان السامعي والتشكيك في ولائه وصدقه للجماعة وزعيمها.