إستراتيجية التحرير من الحوثيين

على اليمنيين إدراك الطرق الحربية التي تشل الحوثية نفسيا وبدنيا وإستراتيجيا، ولا يمكن كسب الحرب إلا إذا عملت كل القوات المسلحة دفعة واحدة.
الحوثية عندما تشن حملاتها العسكرية ضد اليمنيين فهي تهدف الى الإجبار أو التخويف أو الإضعاف أو التجزئة والإبادة أو التدمير ورهانها على قدرتها التنظيمية والانفراد بالخصوم أو الهدف.

الحوثية تحسن اختيار التوقيت، فمثلا كثفت الهجوم على السعودية، وصعدت شبكة التأثير الإعلامي في ذات موسم الحجيج والسياحة في السعودية لإدراكها بأن المملكة ستلتزم الصبر والهدوء في هكذا توقيت، وذاته ما فعلته إيران عندما صعدت مع ترامب في خليج العرب لدرايتها بأن الأخير مقبل على انتخابات رئاسية.
للتحرر من الحوثية لابد أن نمتلك مصادر وحملات إستراتيجية توجه بشدة وتصوب نحو ثقل الحوثية، وتلكم تحتاج إلى إجابة السؤالين التاليين:

1 - هل لدينا المصادر لمتابعة وسائل تمويل الحوثية؟
أليست مصادرة الأموال المطبوعة جزءا من هكذا وسائل، وهناك أمور جديدة تم استحداثها بدفع رسوم مزاولة وتراخيص المهن في كل المجالات، ونقاط جباية جمركية وغير جمركية في مداخل المدن أو طرق السير الرئيسة، بل تطورت لابتزاز المنشآت التجارية والمباني السكنية بدفع الضرائب، ومطابقة حملات المواصفات والمقايس، ناهيك عن ضبط أجهزة ووصلات المايكرويف بحجج تهديد الأمن والاقتصاد الوطني؟

2 - هل من المحتمل أن نواجه غسيل الأدمغة؟
وصل بها الأمر الى التحكم بمحتوى الإنترنت المتاح ومنابر المساجد واستحداث مراكز صيفية تغسل عقول النشء، بل وصول الأمر إلى مجالس العرف القبلي لتأدية مهام التجييش القتالي.
الحوثية تركز على الوصول إلى نهاية إستراتيجية حاسمة باستخدام الطائرات بدون طيار والصواريخ الباليستية، لكن هناك أسباب سنكشفها لا تمكنها الوصول إلى هكذا مرحلة حاسمة.

- ركزت الحوثية على الأثر الذي يحدثه الطيران المسير كإستراتيجية وفهم بين أوساط الحوثية واليمنيين بأنه قوة ردع، وتناست بأنها الطائرة نفسها لا تحدث أثرا كبيرا على الهياكل والبنى التحتية، ويمكن وضع حد لهذا الخطر بتقنية الدرونز كيلر أو منظومات صواريخ روسية من نوع S1.
- الحوثية ومن خلفها إيرن لم تتمكن من كسر قوات التحالف العربي على الدفاع بل استدعت تحالف دولي أكبر يضم 65 دولة لتأمين الملاحة في مضيق باب المندب.

- لا تمتلك الحوثية أهداف إستراتيجية لحرب دائمة لأنها جزء من مشروع إقليمي أكبر تقوده إيران، بخلاف اليمنيين في الشمال اليمني والجنوب العربي الذين فرضت عليهم إستراتيجية الدفاع عن أنفسهم ولا توجد إستراتيجية أشد صلابة من إستراتيجية الدفاع عن النفس.
الحوثية وإستراتيجية قتال الكفار هي وحدها إستراتيجية القوة الذاتية التي تتبناها متلازمة مع إستراتيجية الاستسلام أو التجويع لمن سواها، ولكنها لم تنتبه إلى الخطر البعيد في تدني الروح القتالية لمنتسبيها عندما تتكشف حقيقتها الأيديولوجية والتبعية لإيران أمام الشعب اليمني.

نحن اليمنيين علينا أن نغير من إستراتيجيتنا في مواجهة الحوثية والحديث عن الأدوار التقليدية للقيام بأدوار تلبي السيناريوهات التالية:
1 - التغيير الإستراتيجي في القوة وذلك عبر استجلاب القوة القبلية الشرسة لقبائل مذحج في مأرب، والجوف، والبيضاء وشبوة والتي يمكنها اجتياح مدن صنعاء وذمار وصعدة في أسابيع.

2 - التدخل الإستراتيجي إلى مسافات ومدد محددة عبر استجلاب قبائل الصبيحة الشرسة في الساحل الغربي.
3 - ضربات حق الشفعة والقضاء على التهديدات عبر تحريك القوات العسكرية لاستلاب مواقع التمركز الحوثية بمدى لا يقل عن 40 كم كإجراء احترازي.

4 - حفظ السلام والأمن وردع الأدوار الرئيسية للتهديدات عبر تأمين المدن الرئيسة بالاستخبارات الجنائية ووسائل الدفاع الجوية وعلى رأسها منظومات بانتسير الروسية S1&SA.
5 - حماية النفط والمصادر الاقتصادية بمنظومات الدفاع الروسية بانتسير S1&S2&SA.