على طاولة محادثات جدة المرتقبة

هناك جملة من الاعتبارات والملاحظات المهمة على طاولة المحادثات اليمنية الجنوبية المرتقبة بجدة بدعوة من المملكة العربية السعودية للوقوف على مستجدات المشهد السياسي القائم بعدن يمكن اجمال اهمها فيما يلي:

أولا: محادثات جدة المزمعة، ستكون مقتصرة على طرفي الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية المختطفة من قبل الإصلاح والتي لا علاقة للرئيس اليمني الجنوبي التوافقي عبدربه منصور هادي بها، ولا قناعة للتحالف العربي فيها وبفسادها وفشلها على كل المستويات والاصعدة.

ثانياً: جدول المحادثات سيكون مقتصرا على تطورات الوضع بعدن وما آلت إليه الأمور مؤخراً بعد فرض القوات الجنوبية بقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي سيطرتها العسكرية المحكمة على العاصمة الجنوبية وطرد حكومة الشرعية منها على أثر تداعيات جريمة اغتيال الشهيد القائد منير أبو اليمامة وما رافق مراسيم تشييعه من اطلاق نار على المشيعين الغاضبين لحظة انتهائهم من مراسيم الدفن وتوجههم للتعبير السلمي أمام مقرها بالمعاشيق عن رفضهم لمواقف الحكومة وفشلها وتخاذلها في الحرب على الحوثيين بل وتماهيها معهم مقابل الطعن في الجنوبيين ومحاربتهم أمنيا وخدماتيا.

ثالثاً: المحادثات ذات سقف محدد ومحصور بكيفية التفاهم على إعادة منح حكومة الشرعية المفلسة والمنهزمة، موقعا لها فيما تسميها بالعاصمة المؤقتة لتمكينها من الإدارة الشكلية لشؤون دولة الشرعية المغيبة في مختلف الجوانب والميادين. وبمقابل تقديم الانتقالي تنازلات مهمة لتلك الحكومة المنبوذة من جملة الانتصارات التي حققها على الأرض.

رابعا: لا خيارات متعددة أو سقف مطالب مفتوح أمام الانتقالي يمكنه ان يكسب من خلال تلك المحادثات العقيمة سياسيا والمحكومة بأجندة معدة مسبقاً، أكثر من ضمان اشراكه كطرف في مشاورات السلام اليمنية الأممية المتعثرة والمشاركة بتلك الحكومة المهانة التي تصفه بمجلس انقلابي على شرعيتها المتهالكة.

خامسا: لا يمكن تجاهل ان العملية السياسية اليمنية برمتها محكومة بتوافقات دولية وقرارات أممية ومقتضيات البند السابع التي يمكنها جميعا ان تقلل من حظوظ الانتقالي الجنوبي في نيل اي مكاسب سياسية من تلك التي يسعى إليها في المراحل المقبلة كاستعادة استقلال الدولة الجنوبية او الإقرار بشرعية سلطته وادارته للمناطق الجنوبية حتي ولو في إطار اقليم اتحادي مستقل كمرحلة أولى وخاصة بعد هفوات المتحدث باسم التحالف تركي المالكي بوصفه بالمجلس الانفصالي تارة والانقلابي تارة أخرى في أحدث مؤتمراته الصحفية.