ليس لكم وطن غير الشمال

سبق وبحت حناجرنا وجف حبر اقلامنا من كثر نصحنا لحزب الإصلاح ولكل شخصية شمالية هربت من الحوثي إلى الرياض وقطر وتركيا ، أن ليس لكم إلا وطنكم الشمال والدفاع عنه وتقديم التضحيات لأجله ، وحاولوا أن تستغلوا المواقف الإنسانية لشعب الجنوب وقوات مقاومته ودعم دول التحالف العربي لكم في الوقوف إلى جانبكم بحربكم ضد الحوثي ومساعدتكم في العودة إلى وطنكم الشمال الذي ليس لكم إلا هو ، فقط اتركوا الجنوب وشأنه واتركوا أهله يحددوا مصيرهم بأنفسهم ، إلا أنكم لم تنصاعوا لنصائحنا وركبتم عقولكم وأصريتم إلا أن تمارسوا همجيتكم وإرهابكم وخبثكم وفسادكم في وطننا الجنوب فكان لكم ماكان من الهزائم والخزي والذل والمهانة .

الفرصة مازالت تلوح نحوكم مرة آخرى للأخذ بيدكم ومساعدتكم في ردكم إلى وطنكم الشمال ، ولكنها في رمقها الآخير التي هي (اتفاق الرياض ) وإذا لم تتداركوا أنفسكم في النجاة بها باستغلالكم هذا الرمق المتبقي من خلال تنفيذكم وبنية صادقة لبنوده ، فإنها ستكون نهايتكم ، وعليكم ستقطع كل الطرق وستضيع كل الآمال في عودتكم إلى وطنكم الشمال ، كونكم بعدها لن تجدوا من يمسك بأيديكم في مساعدتكم ، ولن يصدقكم او يسمع لصوتكم أحد ، ولاتدرون بأنفسكم إلا وأنتم خارج الحلبة السياسية اليمنية بعد أن تكون الأمور قد سارت إلى تسوياتها بعيدة عنكم وتغييبكم منها بسبب عنادكم وتجبركم وتكبركم عن الحق الذي جعلكم تسبحون في حلم السيطرة على الجنوب ليكون لكم وطنا بدلا عن الشمال ، وهذا مستحيل عنكم أن تنالوه مرة ثانية.

من خلال النظر إلى بدايتكم الشريرة المخادعة وانحرافكم عن الالتزام في تنفيذ البنود الأولى من اتفاق الرياض كرفضكم صرف الرواتب المستحقة للعسكريين الجنوبيين ومماطلتكم لهم ، وخروقاتكم في استقدام عناصر أرهابية إلى عدن وحشد قوات من مأرب إلى شبوة ، تدل على أنكم لم تعتبروا مما حصل لكم ، وأنكم لاتريدون أن تساعدوا أنفسكم في العودة إلى وطنكم الشمال ، لاندري هل هذا غباء منكم أم هو استدراج من الله سبحانه وتعالى لكم حتى يكون هلاككم ونهايتكم في أرض الجنوب جزاء ما اقترفتموه فيها من نهب وسلب وتقييد للحريات وجرائم يشيب منها رأس الولدان .

اتفاق الرياض يعد دوليا ، لايسمح لكم بتجاوزه ، وورقتكم في تهديد السعودية أنكم ستعلنون تحالفكم السري مع الحوثي ضدها ، السعودية نفسها قد بللت هذه الورقة ولم يعد بمقدوركم استخدامها من خلال عزمها التحاور مع الحوثي وإنهاء الحرب ، وستكونون انتم فقط المنبوذين شمالا وجنوبا وأقليميا وعالميا ، ليس أمامكم خيار غير تنفيذ بنود اتفاق الرياض بحذافيره عسى تستطيعون من خلاله العودة إلى وطنكم الشمال ، أما الجنوب فالاصابع قابضة على الزناد .