هل تسقط استقالة المفلحي حكومة بن دغر؟
منصور صالح
- البداية السليمة لمستقبل أفضل
- ما يجب أن يدركه العفاشيون !
- وهم الدولة والثورة
- افضال الانتقالي الجنوبي
يوم أن غادر العزيز عبدالعزيز المفلحي بمعية رئيس الحكومة بن دغر الى الرياض ،كتبت قائلا: غادر المختلفان فمن سيعود ومن سيبقى مغتربا. يومها لم يكن احد يتحدث عن خلاف المحافظ مع رئيس الحكومة الا في نطاق ضيق لكنني كنت قد علمت من مصدر مهم أن بن دغر وجه اليمنية قبلها بيومين بعدم السماح للمفلحي بالسفر وتم الغاء حجزه واعيد من المطار . مرت يومان فاذا برسالة تأتيني من الرياض مفادها ان الدكتور بن دغر يبلغك السلام ويدعوك لمكتبه حال عودته إلى عدن. أدرك جيدا أن لدى رئيس الحكومة طاقم من المتابعين مهمتهم ابلاغه بما يعنيه على صفحات التواصل ،وتذكرت انه سبق أن اتصل علي صديقان من الرياض يطالباني بوقف انتقاد حكومة ابوعبيد لأنني أتجنى عليها ،والحقيقة انني لم ادرك سبب اتصالهما إلا بعد أن صدرت قراري تعيينما أحدهما نائب وزير والآخر سفير وأنا كنت أظنهما حريصان علي . بل أن السيد الرئيس الزبيدي طلبني يوم كان محافظا وأبلغني أن بن دغر شكاني إليه وأراني صورة منشور لي مرسل بالواتس من رئيس الحكومة . حين غادر المفلحي وبن دغر معا لم يكونا على وفاق رغم محاولتهما إظهار ذلك، وللتوضيح فقد بدأت ملامح هذا الخلاف بالظهور يوم أن ترك المحافظ رئيس الحكومة ينتظره ساعتان للنزول معه إلى ثانوية البيحاني لتفقد إمتحانان الثانوية العامة، قبل أن يبلغه أنه متوعك ولن يرافقه فأضطر بن دغر للذهاب دون المحافظ. قلت للمفلحي يوما ومازلت عند قولي أن الناس التي تعارضه هنا لا تعارضه لأنه عبدالعزيز المفلحي؛ بل لأنه معين من سلطة مذمومة جاءت به للفتنة ،وقلت :خذها نصيحة من ولد لك لاتكثر من الظهور الى جوار رئيس الحكومة حتى لا تحسب عليه فرد :اعرف هذا جيدا. قدمت الحكومة المفلحي للناس باعتباره حامل للعصا السحرية التي تحل كل المشاكل ليقبل به الناس كرجل تنمية خارق سيحقق كل شي عجز الزبيدي عن تحقيقه،لكن هذه الحكومة لم تقدم له شيئا لأنها لم تكن ترغب في نجاحه اصلا ،فمهمته كانت اثارة الفتنة وتسلم مبنى المحافظة وتحجيم نفوذ المحافظ السابق ثم استبداله بآخر يجيد كلمة مرحبا وحاضر. ومن هنا ابتدأ صراع الرجلان بعد ان اكتشفت الحكومة انها وقعت في فخ ان المفلحي يرفض ان يكون رجل فتنة ويصر على ان يكون رجل دولة وقرار وهو ما جعله بالتالي قريبا من الشارع الجنوبي اكثر من قربه من السلطة التي جاءت به. يوم انتقد المفلحي الفساد في عدن ،انتفض المطبلون للحكومة لاستثمار هذه الاتهامات باتجاه استهداف المحافظ السابق الزبيدي وشنوا حملة اقل مايقال عنها انها كانت مريضة للغاية وبأدوات دنيئة. يومها سألتني مذيعة في قناة العربي عن النقد اللاذع الذي وجهه المفلحي للمحافظ السابق ؟فقلت لها :أن المفلحي انما انتقد تلاميذ عفاش وقال انهم قد تفوقوا على معلمهم. ،وتلاميذ عفاش معروفون وبالطبع الزبيدي ليس منهم لأنه كان من خصوم عفاش والوحيد الذي يقاتله ومحكوم عليه بالإعدام من قبله. عاد بن دغر إلى عدن ولم يعد المفلحي ،وحين اتصل بي ذات مساء قال عمك احمد يدعوك للمكتب ،لم يكن بمقدوري رفض طلبه طالما وقد اتصل شخصيا ،وكذلك لم يكن بمقدوري تلبية الطلب رغم مشروعيته باعتباري مواطن اولا واعلامي ثانيا،لكنني لم أكن مقتنعا بداخلي بالذهاب فتحججت له بالاجراءات ومعاملات الإذلال لزوار معاشيق فقال :ساتولى شخصيا كل شي وكان هذا آخر اتصال وهو ما ابلغت به الرئيس الزبيدي في حينه بأعتباره الاحق في الاستشارة في أمر كهذا. كنت ادرك ان الدكتور بن دغر يخوض حربا مع الجميع في عدن حرب اولى ضد المجلس وحرب أخرى ضد المحافظ المفلحي ولن يكون لديه من سلاح فعال لهذه المواجهة غير المال والاعلام ولذلك فقد جند عشرات الاعلاميين ليخوضوا نيابة عنه هذه الحرب المزدوجة حيث ركزوا من خلالها على معاناة الناس في عدن و اتهام المفلحي بالفشل ضمنيا من جهة ومن جهة اخرى تحميل المجلس الانتقالي اسباب هذا الفشل ،فيما الحكومة بريئة وهي وحدها من تعمل وهذا ما نفاه المفلحي اليوم في استقالته. كما عرفته عدد المفلحي بجرأة اسباب عدم قدرته على مواصلة العمل ،وكلها جهة الحكومة ،لم يذكر أي نغمة من نغمات الاسطوانة المشروخة التي (غثانا)بها المطبلون عن منعه من مبنى المحافظة ولا سكن المحافظ لم يذكر الزبيدي ولا شلال ولا الحزام الأمني، بل أني في سطور بعض الكلمات قرأت إشادة وامتنانا منه بدور المحافظين السابقين جعفر وعيدروس وبحرصهما على انقاذ عدن من خلال انشاءهما لحساب مستقل للموارد صب في خدمة المحافظة ولولاهما لكانت هذه المليارات قد ذهبت كمجهود حربي للحوثيين كما قال في نص الاستقالة. ان استقالة المحافظ المفلحي وفق الأسباب التي فندها تمثل ضربة موجعة وفاضحة للحكومة ربما لم تكن تتوقعها، وهي أخطر من كل مطالبات التصعيد لإسقاطها باعتبار التصعيد من جهة قد تصنف على أنها خصم، فيما المفلحي يعد من رجال هذه الدولة الموثوق بهم لدى مؤسسة الرئاسة وحديثه عن فساد الحكومة ليس مجرد خطاب سياسي بل حقائق مدعمة بالأرقام والوقائع والأدلة الدامغة فهل تكون هذه الاستقالة هي القشة التي تقصم ظهير بعير الحكومة فتستقيل أو تقال ؟