دعوة المؤتمريين الإنقلابيين إلى عدن

لم ولن يكون بن دغر رئيسا لحكومة تهتم و ترعى مصالح وطنها وشعبها مطلقا , ومن خلال اللقاء المتلفز الذي حضره مستشار رئيس الجمهورية رشاد العليمي ووزير الإعلام معمر الإرياني وعدد من الوزراء والكتاب من المناطق الشمالية بإستثناء التاجر أحمد العيسي الذي لا أعلم سبب تواجده في ذلك اللقاء التحريضي لبن دغر على الجنوب و الجنوبيين بدعوة الحافظ على وحدته المقدسة التي دنستها المليشيات الإنقلابية الوحدوية , ستعلم بأن الرجل لا هدف له غير إستفزاز الجنوبيين لجرهم لمربع العنف المسلح , والذين كانوا مضيافيين أكثر من اللازم له ولحكومته الفاشلة الفاسدة .

وبالصوت والصورة يظهر جليا تزييفه للحقائق و الوقائع , و مغالطاته يندى لها الجبين , عندما يتحدث بن دغر عن موازنة الجمهورية اليمنية السابقة والتي كانت تقدر بي 12مليار دولار لي 28 مليون نسمة , ويقول اليوم ميزانيته 400 مليون دولار ولنصف الشعب تقريبا , مجموع سكان المحافظات الجنوبية حاليا لا يتجاوز ال 5 مليون نسمة ومأرب بضع مئات من الآلاف فقط , الغالبية العظمى لعدد سكان اليمن هناك في المحافظات الشمالية الخاضعة لسلطة المليشيات الإنقلابية ولم تصلها لا رواتب ولا ميزانيات بن دغر حتى يومنا هذا .

حتى المحافظات الجنوبية لم تستلم دولار ولا ريال واحد كموازنات عامة أو تشغيلية من حكومة بن دغر, و أستحوذت على كل الموارد والثروات ولم تصرف منها سوى رواتب الموظفين بعدد من المحافظات الجنوبية , محافظات لحج و الضالع و أبين وشبوة و حضرموت و المهرة لم تستلم أي موازنات أو مشاريع عامة إلا البعض من أحجار الأساس وضعها بن دغر بالمكلا و الغيضة فقط , وستبقى أحجار حتى إشعار أخر .

حمم الشعب البركانية ستنفجر بأي لحظة ولم يتبقى سوى إشعال شرارة ذلك الإنفجار العظيم لاحراق كل من سولت له نفسه العبث بمقدرات و ثروات هذا الشعب الفقير البائس , مشاريع وهمية على الورق فقط لنهب المال العام , حتى إهتمامه بقطاع الكهرباء كانت كذبة كبرى لدرء الرماد على العيون , لم تكن تلك المناقصات التي دائما ما تكون بالوقت الضائع وبالامر المباشر غالبا سوى نوع من أنواع الفساد الرسمي .

رصدت الحكومة 10مليون دولار لشراء قطع غيار لمحطات عدن الكهربائية ولم يسحب من ذلك المبلغ سوى مليون ونصف دولار ولم تصل تلك القطع حتى يومنا هذا , منذ 8 أشهر وطلبات شراء زيوت لمحطات التوليد حبيسة أدراج مكتب بن دغر , لولا كميات الزيوت والفلاتر وقطع الغيار المرسلة سابقا من الإمارات وجهود مؤسسة كهرباء عدن التي تقوم بشراء بعض الزيوت و الفلاتر بصورة محدودة لكنا في أزمة أخرى غير أزمة وقود الديزل و المازوت .

رصد بن دغر 7مليون دولار لمؤسسة مياه عدن , وحتى يومنا هذا لم نرى مردود أو أثر ذلك المبلغ المزعوم , وبدون مناقصات تم شراء مضخات وأتضح فيما بعد بأنها غير مطابقة للمواصفات ونقص بالملحقات , تم التعاقد بسرية وبدون الاعلان عن مناقصة لشراء شاحنات شفط مياه المجاري من السعودية غير مطابقة للمواصفات بعدن أيضآ .

أما تصريح بن دغر حول إنعقاد لقاء أو إجتماع لأعضاء اللجنة الدائمة للمؤتمر الشعبي العام بصورته العامة بعدن فهي دعوة حرب على الجنوب والجنوبيين , رغم إحترامنا وتقديرنا للشرفاء من المؤتمريين , وأكد على ترحيبه بأعضاء اللجنة الدائمة المتواجدين بالمناطق المحررة من أنصار الشرعية وكذلك بأعضاء اللجنة الدائمة المتواجدين حتى هذه اللحظة بالمناطق الغير محررة أي من الإنقلابيين المؤتمريين العفاشيين , دعوة واضحة وصريحة من بن دغر لإحياء مؤتمره الشعبي العام وفي عدن تحديدا للدفاع عن وحدته المقدسة , الشرفاء من القيادات الجنوبية للمؤتمر الشعبي رفضت تلك الدعوة من قبل بن دغر لأنهم يعتبرونها دعوة صريحة للعودة مجددا لحضن عفاش ومؤتمره مرة أخرة , هناك دور تآمري و تخريبي واضح من قبل بن دغر وأحزاب اللقاء المشترك ضد المناطق الجنوبية وعدن بالخصوص , وما هذه الأزمات إلا دليل دامغ على تلك المخططات الشيطانية .

لحد هذا اليوم ورغم توفر مئات المليارات بخزينة بنك عدن المركزي ورغم توجيهات الرئيس ورئيس الوزراء بصرف راتب شهر لقوات الجيش والأمن إلا أن تلك التوجيهات كانت للاستهلاك الإعلامي الخارجي فقط , وسيتم صرفها بعد أن يرضخوا و يستسلموا للراتب الواحد وينسوا باقي الرواتب المستحقة المتأخرة , وما شراء ألف طن من البنزين بعد كل أزمة من قبل حكومة بن دغر إلا لجعل الناس يعيشون بأزمة وقود دائمة , وجعل المواطنين يعيشيون فوبيا الخوف من إنعدامها بأي لحظة لكي ينسوهم أزمة تعويم الريال وغلاء المعيشة و تأخر الراتب , حكومة تفتقر لأبسط الواجبات الأخلاقية و الدينية و الوطنية تجاه شعبها البائيس وما عليها سوى الرحيل من عدن وفورا.