عقدتهم النفسية عيدروس الزُبيدي !
عبدالقادر القاضي
- في عزاء الاصلاح
- ما أشبه اليوم بالبارحة
- الرجل الذي يحترمه عيدروس
- وتبقى المحبة والاخاء على حدود عام 90
قد يستغرب البعض احياناً ويتسائل لماذا اغلب من في الشرعية من خليط لايريدون اي تقارب مع عيدروس الزبيدي شخصياً ،، إلى درجة انك تجدهم يقبلون بالتفاوض مع الحوثي الذي دمر بيوتهم واحرق مزارعهم وسطى على سلطتهم وشردهم ،، لكنهم لا يقبلون بالتفاوض مع المجلس الانتقالي الجنوبي وبالأخص حينما يكون رئيس ذلك المجلس عيدروس .
مشكلتهم مع عيدروس هي مشكلة نفسية مركبة تشعرهم بالنقص لانه جاء من خارج تاريخهم وماضيهم ، ولم يكن في يوم من الأيام شريكاً معهم في كل عبث الماضي الذي كانوا شركاء فيه كقيادات حزبية وعسكرية وسياسية وقبلية ودينية كانت ومازالت جميع بصماتهم مطبوعة على ذلك الماضي .
مشكلتهم مع عيدروس انه يشعرهم بعقدة النقص لانه لاينتمي سياسياُ ولا عسكرياُ ولاحزبياً ولا قبلياً الى تلك الحقبة من زمن سلطانهم ولا يمت بصلة لذلك الزمن ولم يشارك في كل ما انتجته اليوم تلك القوى والأحزاب والنخب السياسية الشمالية من حروب وصراعات وتهميش وتقاسم غير مشروع للسلطة بين شمالي وشمالي ونبذ كل ماهو جنوبي، ليجعلوا من الجنوب مجرد فرع عاد إلى الأصل،، وتلك أكبر كذبة سياسية زرعوها في أذهان قطعانهم الغوا فيها شراكة الجنوب الذي توحد معهم وهو دولة مستقلة كانوا يخلعون جنابيهم على ابوابها حينما كانوا يريدون دخولها.
مشكلتهم مع عيدروس انه لا يجيد رقص الشرح في قاعات السفارات ليرقص منطرباً على وجع الناس ليحتفل بثورة ،،
مشكلتهم مع عيدروس انه جائهم من عالم موازي لهم كانوا قد ظنوا انهم استطاعوا أن يدفنوه،، فجائهم من أقصى الجنوب رجلاً يسعى ليقول لهم أن الجنوب سيكون حاضراً بشعبه وقضيته وارثه القديم كدولة وكشريك وند لا كتابع خاضع لكم .
مشكلتهم معه انه كناقة صالح التي خلقت من بطن الجبل وماستطاعوا لها عقرا ،، مشكلتهم معه أن ماضيه نظيف مشرف وحاضره بات مفخرة لكل جنوبي حر أصيل ،، فماضيه لايمكن لهم اختراقه ،، وحاضره لا يستطيعون مجاراته او حتى التنبؤ بخطواته وهذا مايزعجهم بهذا الرجل .
مشكلتهم مع عيدروس أنه جائهم من الماضي الأصيل والزمن الجميل لجنوب بات اليوم وارثاً لكل سنوات الفساد والعبث الذي أفسد حتى الإنسان قبل الأرض ،، لكنه اليوم بات اقرب الى استعادة نديته امام من انكروها وجحدوها وفرضوا على الناس الوحدة بقوة السلاح ،، واستعادة ندية الجنوب هو حق مشروع امام كل من يعتقدون أنهم أوصياء على الجنوب دون غيرهم وهم في غالبيتهم إلا امعات تقاد ولاتقود .
مشكلتهم انه رجل( الأبيض والأسود ) الذي لايتلون مثلهم فهو ابن التجربة القاسية التي لم تمنحه فرصة أن يمارس هواية التلوين والتلون .
لذلك لا تتسائل لماذا يعادون هذا الرجل ولايستطيعون أن يصلوا معه الى إتفاق ،،
لانهم ببساطة يعلمون أن عيدروس لم ولن يبيع او يساوم في ثوابت أصيلة للشعب الجنوبي ولا يملك ذلك وليس له الحق في ذلك ،، لكنه مستعد للذهاب الى ابعد نقطة في الحوار حينما يخص المتغيرات واليات تنفيذها دون أن يغير رأيه في الثوابت .
تلك هي مشكلتهم مع عيدروس الزبيدي بشكلها الشخصي وبتشخيصها النفسي فغالبيتهم يشعرون أمامه بعقدة النقص حينما يلجئون للمقارنة بين أرثهم الأسود من ماضيهم السياسي القبيح والموغل في ذبح الوطن ونهب المواطن ككل ،،
مشكلتهم مع عيدروس انهم يريدون الجنوب ويتحدثون بأسم الجنوب وكل طموحهم ان يعيدوا الجنوب ليكون مرة أخرى تابعاً ذليل لأحزاب الشمال ونخب الشمال وزيدية الشمال ،،
بينما عيدروس المزعج لهم يريده جنوباً عزيزاً كريماً شامخاً ليكون نداً لكل ند كما يفترض به اصلاً أن يكون وكما جائهم اول مرة عام 1990م .
عيدروس نسخة أصيلة للقائد الجنوبي الصلب الذي يمثل حلم جيل وشعب حر بأكمله كان ينتظر لحظة فارقة في تاريخ نضالاته وتضحياته ليولد قائد من بين اوجاع ضلوعهم ونيران حروبهم ،، فكان عيدروس الزبيدي وكان المجلس الانتقالي الجنوبي ومن خلفهم الملايين من شعب الجنوب يؤيدون مجلسهم وقيادته في زمن كشفت فيه كل الوجوه بعد ان اسقطت كل المراحل تلك الاقنعة وكشف فيه نخاسوا الأرض وتجار الكلمة
عيدروس بشخصه والمجلس الانتقالي الجنوبي بصفته باتوا كابوسهم الذي لم يتمنوا ان يروه يوماً متجسداُ على أرض الواقع ،، فأصبح واقعاً رغم انوفهم ،، واصبح الانتقالي رقماً صعب لايمكن تجاوزه وخلفه شعبا وفي صابر تشرب قضيته ولم تعد تنطلي عليه الدسائس والفتن التي يريدون بها اضعاف بنيانهم المرصوص .
عيدروس هو عقدتهم النفسية التي تذكر بعضهم او غالبيتهم بعقدة النقص التي تتملكهم كلما رأوه،، لانه ببساطة اتى من خارج ماضيهم الملطخ بكل العبث .