مكتمل الاركان والجسد المتورم بالسرطان
عبدالقادر القاضي
- في عزاء الاصلاح
- ما أشبه اليوم بالبارحة
- الرجل الذي يحترمه عيدروس
- وتبقى المحبة والاخاء على حدود عام 90
بكل ما قد سبق خلال الايام القليلة الماضية من تحركات عسكرية نفذتها القوات المسلحة الجنوبية فيما يخص انسحابها وإعادة انتشارها تنفيذاً للشق العسكري المنصوص عليه في اتفاق الرياض والذي تم بأشراف وتحت سمع وبصر اللجنة العسكرية السعودية ،،
بهذا السلوك السوي والمسؤول والمشهود له من قيادة التحالف نفسها يكون المجلس الانتقالي الجنوبي قد ابدى بادرة حسن النوايا امام قيادة التحالف وامام دول الإقليم والعالم اجمع ،،
فكان هو كمجلس انتقالي جنوبي اول المبادرين بل واول المسارعين في تنفيذ أوائل وفاتحة مراحل هذا الشق من الاتفاق ليثبت للجميع واولهم الشعب في الجنوب من انه كمجلس انتقالي جنوبي عند حجم المسؤولية السياسية والعسكرية والأمنية المناطة به من قبلهم والممنوحه له ثقتهم ،
واثبت بكل وضوح ان قرارات رئاسة المجلس ممثلة بالرئيس القائد عيدروس الزبيدي هي قرارات نافذة تخضع وتنصاع لها كافة قيادات القوات المسلحة الجنوبية في الميدان وهذا سلوك مشرف ويحتذى به من قبل تلك القيادات العسكرية الجنوبية التي تحترم شرفها العسكري وتبادل قيادتها الوفاء والولاء .
وهي بالتالي تعكس لدول التحالف ولدول الإقليم والعالم ولكل المحافل الدولية مدى حجم تماسك وصلابة هذا المجلس ومدى قوة توجيهاته النافذة على كافة قطاعات القوات المسلحة الجنوبية والتي تنفذ التوجيهات الصادرة لها من رئاسة المجلس دون أي لائات او اعتراضات وفي أصعب الظروف،
وهذا بطبيعة الحال يكشف للأخرين من دولاً ومنظمات ومحافل وافراد ومراقبين من أن الانتقالي الجنوبي استطاع بحق ان يبني علاقة ثقة قوية ومتينه مع كافة قيادات قطاعات القوات المسلحة الجنوبية على الأرض ، والجميع كان عند حسن الظن وعند حجم المسؤولية .
مرة أخرى وببراعة سياسية وحنكة عسكرية استطاع المجلس الانتقالي الجنوبي أن يجعل من سلوكه السياسي على طاولات التفاوض مع حكومة الشرعية ومن اداءه العسكري في الميادين ضد الحوثيين وضد الجماعات الارهابية المتطرفة ومن حضوره الشعبي الجامح على الأرض الجنوبية ،، استطاع بالفعل أن يقدم من نفسه انموذجاً سياسياً متكامل الأركان يفخر به كل جنوبي حر ،،
وبينما العالم يراقب كل هذا الأمر من جانب المجلس الانتقالي الجنوبي ويرفع تقاريره واحاطاته للمنظمات والهيئات المعنية بملف الحرب في اليمن ،، يظهر بالمقابل الطرف الآخر المسمى بمنظومة الشرعية ،، يظهر امام الإقليم والعالم والداخل والخارج بصورة مهزوزة ومهترئة من داخل اروقتها لتتضارب فيها التوجيهات العسكرية وتتصادم مع لاءات واعتراضات وامتعاضات من قبل قيادات ميدانية يفترض أنها تابعة لهم وهم في الأصل أمراء حروب وتجار أزمات ،،
ليقدموا للعالم اسوء نموذج لشرعية باتت تتجاذبها اطرافها وتمزقها أطراف من داخلها على مدار ست سنوات كانوا موجودين فيها كورم سرطاني خبيث ينمو ويكبر بداخلها حتى اصبح اليوم يؤثر على استجابة بقية اطرافها لأوامرها خاصة فيما يخص تنفيذ الشق العسكري المناط بهم ،، ناهيك عن حجم الانشقاقات والتصدعات التي شملت سياسيين وعسكريين واعلاميين خلال مجموع سنواتها الست ، وكلها أمور ليس لأي طرف خصم اليد في زرعها ،، بل هي تجني اليوم محصول مازرعته هي بنفسها ،،
العالم اليوم يراقب هاذين الانموذجين المغايرين وعليه يبني اراءه ويحسب حساباته بعيدا عن الشخصنة بل تبنى حسب قرأته لما سيكون في مراحل قادمة باتت ملامحمها واضحة لتختصر لهم الكثير ،
فهذا العالم ودوله المؤثرة صانعة القرار تقوده عقول تنتمي في تعاملاتها الخارحبة الى مدرسة السياسة الواقعية وهم بالتالي يدركون ان هناك لحظة ما في زمن ما ستأتي لامحالة لتكون هي بداية لأمر واقع تشكلت جميع ملامحه بقوة ،، وإلى حين حضور تلك اللحظة المحورية الفارقة ،، سيستمر العالم بالمراقبة عن كثب وسيستكمل بمشاركة الإقليم في الإعداد والتمهيد لتلك اللحظة ولن تترك للصدفة .