اللحظة التي يعلمها الانتقالي
عبدالقادر القاضي
- في عزاء الاصلاح
- ما أشبه اليوم بالبارحة
- الرجل الذي يحترمه عيدروس
- وتبقى المحبة والاخاء على حدود عام 90
انعقاد الدورة الرابعة للجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي بالعاصمة عدن خطوة متجددة نحو ترسيخ العمل السياسي الجنوبي وتفعيل وإعادة بناء وتأهيل حقيقي للكادر السياسي الجنوبي الذي ستتطلبه المرحلة القادمة لامحالة بعد لحظة الانهيار الكبير الذي سيحدث لاطراف ومراكز قوى تعتبر هي رئة الشرعية والتي بدأت فعلياً بالانحسار والاضمحلال خلال الفترة الماضية وستواصل ذلك الانحسار إلى أن تصل إلى لحظة انهيار كامل بدأت معالمه تتضح يوما بعد يوم ،، وتلك اللحظة لن تتأخر كثيراً بحسب كل المعطيات وكل الشواهد والقرائن ،
ومؤكد ان الجنوبيين خلال أكثر من 30 عام من التجربة المريرة التي مروا بها ،، مؤكد انهم تعلموا الدرس جيدا ووصلوا الى قناعات راسخة بأن كل شي يجب ان يعود كما كان قبل عام 1990م ، من ناحية الندية السياسية مع اي طرف على أقل تقدير وليس كهدف بحد ذاته انما هذا اقل ما يسعون إليه الآن كمرحلية في استكمال بقية الخطوات نحو الهدف ،، وهاهم اليوم يعملون ليل نهار على استكمال بناء سفينة النجاة حتى ولو كانت على سفح جبل،
وهم لا يخفون الأمر ولا يتحرجون منه بل يعلنون عنه كل يوم منذ عشرات السنين .. اي انهم يعملون في وضح النهار وبين الناس ومن داخل الأرض ولديهم مشروع واضح ومعلن وله أسبابه وحيثياته وله ارثه وموروثه وهو حق سياسي اصيل للجنوب أرضا وانساناً ولايمارىء في هذا غير كاذب او منحاز .
لحظة الانهيار تلك قادمة لامحالة والجميع يعلم هذا ،، لكن الفرق كبير بين من يعلم بقدوم تلك اللحظة وقرب حدوثها فيعد العدة لكي لايترك الامور للفراغ او المجهول او العبث حينما تحين تلك اللحطة ،، وبين من يعلموا بقرب حدوثها ولاتجدهم يعملون شيء سوى انهم يفكرون ويخططون كيف يخرقون سفينة غيرهم،،
الجنوب اليوم يلملم شتات كل السنين لمن ليس في قلوبهم مرض واتوا وجه الجنوب وعدالة القضية بقلب سليم ،، ومن حق الجنوب اليوم أن يختار طريقة بعيدا عن الشعارات والمزايدات وبعيدا عن دكاكين الدلالين وكراتين الدلالات .
فبرغم كل العراقيل ورغم كل التآمر من القريب قبل الغريب ،، الا ان المجلس الانتقالي الجنوبي بكل كوادره وبكل ذلك الالتفاف الشعبي الجامح الذي يلتف حوله ،، استطاع ان يثبت للجميع من انه رقماً صحيح في اي معادلة او تسوية سياسية قادمة ،، واوصل القضية الجنوبية الى مصاف عليا وجعل العالم يسمع صوت الشعب الجنوبي وكسر كل حصار كان مفروض عليها ،، فاليوم الجنوب بسواده الأعظم والاكبر يقول لكل العالم من ان الجنوب لن يعود ليكون كسوراً عشرية لإرضاء مشائخ واحزاب الشمال الفاسدة بل بات اليوم رقما صحيح ،، ورقم صعب بنفس الوقت .