سفينة نوح
عبدالقادر القاضي
- في عزاء الاصلاح
- ما أشبه اليوم بالبارحة
- الرجل الذي يحترمه عيدروس
- وتبقى المحبة والاخاء على حدود عام 90
بعد كل تلك الحروب وذلك الخراب وبعد ان استنفذت كل الحلول الترقيعية التي فشلت خلال سنوات ماضية لاستمرار الوحدة السياسية والشراكة التي كانت بين دولة الشمال ودولة الجنوب ،
وبعد دخول البعد المذهبي والديني في حرب 2015م الأخيرة بعد سيطرة الحوثي صاحب المذهب الشيعي الاثنى عشري على ما يقارب من 80 % من الشمال بما فيها العاصمة صنعاء ،
بعد كل ذلك الإخفاق والفشل والدماء والحروب التي وصلت إلى حد المساس بالمعتقد والدين والمذهب والذي بدأ يدرس عبر المناهج الدراسية الحوثية ليكون عابراً للأجيال في الشمال ،
فانه بات من حق الجنوب اليوم أكثر من أي وقتاً مضى أن يعمل جاهداً على استعادة دولته وسيادته الى ماقبل مايو 1990م ليحافظ على معتقده ودينه ومذهبه وثرواته واجياله ، وهو حق أصيل ومشروع وتكفله كل دساتير العالم وكل الأديان السماوية .
وعليه فإننا نقول ان من يريد مشروع يمن اتحادي مع الجنوب فاليحرر وينهي وجود سلطة الحوثي من كل الشمال والجنوب سيكون من خلفكم يدعم تلك الجهود ،، وبعدها فاليأتي لنتحدث عن الموضوع حديث الند للند ، لا حديث الفرع للأصل،،
اما وأنكم تطالبون الجنوبيين بالقبول بمشروع يمن اتحادي في ظل هذا العبث بالإنسان والأرض والدين والثروات التي تعبث بها نخبة سياسية وحزبية فاسدة فأنكم كمن يؤذنون في مالطا ، ولن تلقوا في مالطا من يردد بعدكم ذلك الأذان
فالقضية أصبحت قضية وطن ودين ومعتقد وأجيال يجب المحافظة عليها .
وليس من حق أحد كائناً من يكون أن يعيب على الجنوبيين ذلك الحق ،، بل يجب أن يعيبوا الباطل نفسه وعليهم ان يتفهموا الأمر على هذا النحو ،،
والجنوب بطبيعة الحال لن يغلق ابوابه أمام كل الناس مثلما يصدرون لكم المشهد بل سيفتحها بانضباط وقوانين تضمن حقوق كل الناس سواء كانوا من الشمال أو من الجنوب ومن حقهم أن يتبعوا إجراءات تضمن السيادة المطلقة لهم على أرضهم وهذا حق أصيل لن يتراجع عنه أبناء الجنوب وهم ماضون بقوة نحو هذا الهدف الذي أصبح يمثل سفينة نجاة اشبه بسفينة نوح لكنها سفينة اخرى مخصصة لانقاذ امة وشعب ومذهب ومعتقد من طوفان انهيار سد مأرب الذي ينخره الفأر .
انها الفطرة الطبيعية للنجاة ان يستعيد الجنوب دولته المدنية الخالية من الأرهاب والتطرف وان يجاهد لأجل هذا ، وهو امر يفترض ان لايسيء لاحد وان لا احد يستاء منه ،، فهذا امر اشبه بأساليب البقاء التي تتبعها الفطرة الإنسانية .
استعادة الجنوب لدولته لايسيء لأحد ويفترض به ان لا يسيء لاحد إلا من في قلبه مرض او غل وحقد وحسد فأولك مستعدين أن يتنازلوا عن كل شيء مقابل أن ينتصروا لانفسهم وشللهم وجماعاتهم ، وفرق بين من يريد أن ينتصر لشعب ووطن وقضية وبين من يبيع كل ذلك لإرضاء نفسه واشباع غروره ونرجسيته .