موقف جنوبي نبيل..!
محمد العولقي
المزيد*جنوبيان أكن لهما معزة خاصة في نفسي، أوحيا لي بفكرة كتابة هذا العمود الإنساني، وهو موقف يأتي في أيام شهر رمضان المفترجة، ويثبت أن الجنوبيين مهما باعدت بينهم التباينات والاختلاف في وجهات النظر، فإن نداء الواجب الإنساني يجمعهم.
* ولأن الجنوبيَينِ قياديان في مجاليهما السياسي، فقد وجدت أنه من باب الإنصاف، وليس من باب رد الفعل، تقديم لهما أسمى آيات الشكر والتقدير، وهما يساهمان بشهامة أهل البلد في إنقاذ حياة أسطورة كرة القدم الكابتن (سعيد دعالة)، بعد أن أدارت له الأطر الرياضية ظهرها، واكتفى مسؤولو الوزارة الرياضية والسلطة المحلية بالتقاط الصور طمعا في سبق إعلامي زائف..
* هرع وزير الداخلية ونائب رئيس مجلس الوزراء المهندس (أحمد الميسري) فورا إلى منزل (دعالة) بمجرد قراءة مناشدة شبابية تطالب بالتدخل الحكومي الفوري لوضع حد لمعاناة نجم الكرة الجنوبية العملاق (سعيد دعالة)، لم يقف مكتوف الأيدي وهو يستمع من النجم الشمساني الكبير (عدنان قلعة) لتطورات وحالة (دعالة) المتدهورة، لقد أرسل وفدا رياضيا رفيعا مع تجليات الشهر الفضيل.. وبعيدا عن الروتين الحكومي انفتحت أمام (دعالة) وأسرته نافذة أمل بعد يأس..
* لقد تعودت طوال مشواري الإعلامي التراكمي ألا أبخس الناس أشياءهم، ولا شك أن معالي وزير الداخلية كسب احترام كل الرياضيين، وهو يلبي نداء الواجب الإنساني، من منطلق رياضي بحت لا علاقة له بالسياسة وأوجاعها، هذا لأن (الميسري) كان لاعبا، وهو خير من يشعر بآلام رياضي كبير خدم وطنه مثل الأسطورة (سعيد دعالة)..
* لقد تدخل وزير الداخلية في الوقت المناسب، وبعد أن جفت حلوقنا ونحن نطالب وزارة الشباب والرياضة القيام بواجبها الأخلاقي، لكن جماعة الوزارة تعاملوا مع مناشداتنا بأذن من طين وأخرى من عجين..
* صدع الإخوة في وزارة الشباب والرياضة رؤوسنا بلائحة المساعدات، فقد تعاملوا مع (دعالة) ووزنوه في ميزان الآخرين ، فكان نصيبه مساعدة مخجلة ومؤسفة، مع أننا لم نفتح بعد سيرة خمسين مليون ريال تدخل كإيراد إلى الصندوق شهريا، حيث يذهب ثلثها للبطون والجيوب، وثلثها لسفريات الأقربين السياحية، وثلثها الأخير يتبخر من البنك قبل أن يرتد إليك طرفك..
* أما الجنوبي الثاني الذي ساهم في رفع المعاناة المالية عن كاهل (دعالة)، فهو الأخ (أحمد حامد لملس) الأمين العام للمجلس الانتقالي، فقد طير حسب معلومات مقربين من (دعاله) وفدا شبابيا كبيرا، انتهى بتسهيل كل المعوقات المالية التي ستسهم في طيران (دعالة) إلى الخارج للعلاج مع أقرب رحلة وعلى جناح السرعة..
* والأخ (أحمد لملس) ليس غريبا على الرياضة والرياضيين، فقد سبق وأن تحمل عبئا قياديا في نادي (وحدة عدن)، وهو من أكثر الشخصيات التي تحظى باحترام رفيع من كل الأطياف والأطر الرياضية..
* عن نفسي، أعلم أن سياسيين يلعبون على الحبال القصيرة والطويلة، تصرف لهم الحكومة الشي والشويات للعلاج خارجيا من نوبة زكام عابرة، فأين هذا (الثرى) من (ثريا) النجم المحبوب شعبيا الكابتن (سعيد دعالة)..؟!
* كل الذين زاروا (سعيد دعالة) قالوا إن حالته الصحية تدمي العين، وحالته المعيشية تقطع القلب، فبالإضافة إلى معاناته المرضية فهو يسكن كوخا محالا أن يكون بيتا، ورغم ذلك لم يطرق باب وزير، أو نافذة وكيل، ظل عفيفا، شريفا، نقي السريرة، يتلوى على فراش مرضه دون أن يشكو ظلم ذوي القربى..
* اسمحوا لي قراء هذا العمود أن أطبع قبلة عدنية حارة على الخد الأيمن لوزير الداخلية الرياضي (أحمد الميسري)، وأخرى لا تقل سخونة على الخد الأيسر للأخ العزيز (أحمد لملس) الأمين العام للمجلس الانتقالي، فهما بهذا العمل الإنساني الرائع يؤكدان أنهما عينان في رأس (الجنوب)، مهما اختلفا أو تباينا في وجهات النظر السياسية.
*نقلاً عن "الأيام"