حزب الإصلاح يعرقل تحرير الحديدة

لم يكن قرار عاصفة الحزم بإذن أو بمباركة أممية أو دولية أو بقرار من مجلس الأمن الدولي , كان قرار خليجي عربي بإمتياز وبقيادة المملكة العربية السعودية وبإسناد ودعم منقطع النظير من دولة الإمارات العربية المتحدة , عندما يكون مصير تلك الدول على المحك , وهناك من يهدد كيان تلك الدول وشعوبها يتم تجاوز جميع القوانين والأعراف و البروتوكولات , وتكون غريزة البقاء هي سيدة الموقف والقرار , وسياسة فرض الأمر الواقع هي مصطلح العصر الحديث ولغته المسموعة بدون منازع .

تحرير الحديدة كان قاب قوسين أو أدنى رغم المعارضة البريطانية والأوروبية الشديدة , ورغم شراسة الآلة الإعلامية المعادية إستمرت المعارك وبزخم منقطع النظير , ولم يكن ليستغرق تحرير وتطهير الميناء سوى بضعة أيام فقط , ما حدث هو السباق الماراثوني لحزب الإصلاح المسيطر على القرارات الرئاسية وبالتالي سيطرته على زمام السلطة التنفيذية العليا للشرعية اليمنية والذي كانت له حسابات ومآرب أخرى .

هدف التحالف العربي المدعوم دوليا هو الحفاظ على أمنهم القومي وخروج اليمن من محنته ومعالجة جميع أسباب الأزمات السابقة نهائيا , ووضع آلية جديدة تضمن عودة الحقوق والحريات الأساسية المسلوبة لجميع فئات المجتمع اليمني .

لهذا نرى بأن التحالف يتعمد أن تدار كل منطقة محررة إداريا وعسكريا من قبل أبناء تلك المناطق بالدرجة الأولى , تلك الإستراتيجية أغضبت وعرقلت مخطط حزب الإخوان الذي يعتبر نفسه الوريث الشرعي للرئيس الراحل علي عبدالله صالح .

عودة الرئيس هادي إلى عدن أتت بعد الإنتصارات العسكرية السريعة للمقاومة المشتركة وبإسناد ودعم ومشاركة مباشرة من القوات المسلحة الإماراتية و السودانية , البعض كان ينتظر من عودة الرئيس تعديل حكومي أو تحسن بمستوى الخدمات أو البدء بفتح صفحة جديدة تطوي ملفات التسيب والفشل والفساد , ما حصل أثناء وجود الرئيس في عدن كان محبط للغاية , تدني مستوى الخدمات كان أكبر وأكثر بوجود الرئيس , أصدر وزير النقل قرار مدمر كارثي بحق مطار عدن الدولي وتدخل الرئيس لإلغائه .

صراع التدوير الوظيفي لمدراء المديريات في عدن بمباركة رئيس الوزراء بن دغر ومعارضة نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية الميسري وتدخل الرئيس لإلغائه , وبعدها صعد القائم بأعمال محافظ عدن الوكيل سالمين بمذكرة للبنك المركزي بعدن يجمد جميع المستحقات المالية لمدراء المديريات كعقاب جماعي لهم , كل تلك المهازل من قبل مسؤولي الشرعية ضد بعضهم البعض تمت تحت سمع وبصر الرئيس , ولم يتخذ أي قرار عقابي بحق أي طرف , وفتح باب الصراع الداخلي للشرعية على مصراعيه .

سيطر الإخوان على محافظة مأرب النفطية وضمنوا بذلك عائدات مالية ضخمة يكتنزوها لتنفيذ مشاريعهم التآمرية القادمة , متجاوزين بذلك الحالة الإقتصادية المنهارة لليمن وظروف الشعب المعيشية المتردية , أن يموت عشرين مليون يمني ليحيا مليون أمر عادي بالنسبة للقيادي الإصلاحي صعتر كما قال , وأن يفنى الشعب بأكمله قتلا وجوعا من أجل أن يستحوذ حزب الإصلاح الإخواني على السلطة هو أمر أكثر من هين بالنسبة للإخوان في اليمن .

سربت بعض من القرارات ذات النفس والهوى الإخواني التي كان من المزمع إصدارها من قبل الرئيس هادي بعد تحرير الحديدة , منها تعيين نجل رئيس حزب الإصلاح اليدومي مديرا لأمن الحديدة , كما سيصدر قرار برئيس جديد لمؤسسة موانئ البحر الأحمر بالحديدة للسيطرة على الموانئ فيها , وهناك قرار بأن تكون حماية الموانئ بالحديدة بيد قوات خفر السواحل الموالية للرئيس هادي .

وافق الرئيس على نقل جميع ألوية الحماية الرئاسية إلى محافظة الحديدة بعد تحريرها وليس المشاركة بتحريرها من أجل إحكام السيطرة عليها , تم إستدعاء العميد مهران القباطي قائد اللواء الرابع حرس رئاسي لنفس الغرض والتوجه للحديدة بعد تحريرها , التغيير المتعمد لعقيدة الألوية الموالية للرئيس وحزب الإصلاح في عدن وأبين من خلال رفع علم الجمهورية اليمنية وغيرها من الممارسات والمحاضرات التي تصب في خدمة الهدف القادم هو السيطرة على لحديدة , وإستقدام قوات شمالية إصلاحية إلى عدن للزج بها في الحديدة أيضآ .

هدف حزب الإصلاح والرئاسة هو ميناء الحديدة من أجل الاستحواذ على عائداته المالية الضخمة وخصوصا بأن 80% من المواد المستوردة إلى اليمن وغالبية المعونات تأتي إلى ميناء الحديدة , ولقناعتهم التامة بأن تحرير ميناء الحديدة سيقضي على مستقبل ميناء عدن , سيطول أمد الحرب وسيعاني الكل بما فيهم مليشيات الحوثي والشعب , وستبقى شرعية الفساد والنهب هي الرابح الأوحد من تحرير ميناء الحديدة , ناهيك عن إستيراد جميع الأدوات والآليات والشحنات والمعونات والمحروقات الخاصة بالإخوان والرئاسة عبر ميناء الحديدة الذي سيكون تحت سيطرتهم المباشرة .

بعد كشف هذا المخطط من قبل التحالف العربي ومعرفة مجلس الأمن بذلك المخطط , تم تجميد معركة تحرير والسيطرة على ميناء الحديدة والمدينة , والعودة مجددا إلى مربع أن يدار ميناء الحديدة من قبل فريق فني وإداري أجنبي وبإشراف الأمم المتحدة , والعودة دون شرط أو قيد إلى طاولة المفاوضات مجددا , أعتقد لو تدار موانئ عدن من قبل فريق فني وإداري أجنبي وبإشراف الأمم المتحدة سيكتشف الشعب الفارق الكبير وحجم إيرادات تلك الموانئ التي لم تذهب لخزينة البنك المركزي في عدن , ولا يعرف مصيرها حتى اليوم.