تحليل؛ الحوثيون يقولون عكس ما يعملون

الأربعاء 27 سبتمبر 2023 13:03:36
تحليل؛ الحوثيون يقولون عكس ما يعملون

الحوثيون يقولون عكس ما يعملون

العميد الركن ثابت حسين صالح *

ما أن مضت أيام قليلة على عودة وفد الحوثيين من الرياض وتصريحات ناطقهم الرسمي محمد عبدالسلام الذي وصف مشاوراتهم للرياض بالإيجابية... حتى فوجيء اليمنيون والرأي العام بالتطورات اللاحقة التي قضت واثبتت عكس ما صرح به الحوثيون.

فقد احتفل الحوثيون في ال ٢١ من سبتمبر بذكرى انقلابهم واستيلائهم على صنعاء بعرض عسكري كبير وتهديدات نارية صلفة لكل من التحالف والجنوب على وجه الخصوص...بل ومنعوا أي احتفالات بعيد ثورة ٢٦ سبتمبر ١٩٦٢م التي اطاحت بدعم من مصر عبدالناصر ، بالحكم الإمامي الكهنوتي.

وفجر أمس ٢٦ سبتمبر اعتدت طائرة حوثية مسيرة على تجمع لقوة الواجب التابعة لمملكة البحرين المتمركزة في الحد الجنوبي للمملكة العربية السعودية مع اليمن الشمالي الذي يحكمه الحوثيون منذ ما يقارب من تسعة أعوام...وأدت هذه الجريمة إلى استشهاد ضابط بحريني وجرح جنود آخرين.

هذه الجريمة قوبلت بادانة خليجية وعربية ودولية واسعة للحوثيين وسلوكهم العدواني الغادر والسافر.

وبالتزامن مع ذلك هاجم الحوثيون مواقع تابعة للقوات الجنوبية في كل من الضالع ويافع...كما نفذت القاعدة هجوما ارهابيا على القوات الجنوبية في محافظة أبين أستشهد فيه عدد من الجنود الجنوبيين الأبرياء. هذه الجريمة عكست التخادم الذي لا يخفى على لبيب بين الارهاب القاعدي والارهاب الحوثي.

هذه التطورات الخطيرة في المشهد العسكري والسياسي اليمني لا تؤشر فقط إلى فشل مباحثات الرياض، فحسب، بل وتؤكد من جديد أن الحوثيين لا يلتزمون بعهد أو اتفاق ويرمون بعرض الحائط بالجهود العمانية والسعودية والدولية الهادفة إلى زحزحة العوائق والجدران السميكة التي صنعها الحوثيون وفاسدو الشرعية في طريق إنهاء معاناة اليمنيين والاتجاه نحو حل سياسي شامل وعادل.

اعتاد الحوثيون خلال السنوات الماضية مستغلين معاناة الناس ورغبة المملكة والمجتمع الدولي إلى خفض التوتر في المنطقة، اعتادوا على أن يحصلون على ما يطلبون مقابل لا شي...بؤخذون ولا يعطون.

لا يهمهم معاناة اليمنيين ، بقدرما يهمهم أخذ كل ش منهم ومن غيرهم لصالح المجهود الحربي.

ما حدث خلال الأيام الماضية من سلوك حوثي عدواني ضد التحالف وضد اليمنيين لا يشجع على التفاؤل بإمكانية إقناع الحوثيين على الجنوح الى السلام والحوار...لانهم ببساطة جماعة إرهابية لا تستطيع أن تستمر إلا في ظل ظروف الحرب والأزمات والتوترات.

الحل السياسي والسلمي بالنسبة لهذه الجماعة يعني نهاية سيطرتها ونهايتها كجماعة منهجها العنف ومنطقها العنصرية والسلالية والخرافة.

* باحث ومحلل سياسي وعسكري