اعتلال الرؤية *

تعيش الميليشيات الانقلابية الإرهابية الحوثية الإيرانية في اليمن حالة من الاحتضار واليأس والبؤس، إثر الهزائم المتلاحقة التي منيت بها، والتقدم المتسارع على الأرض لقوات الشرعية والمقاومة اليمنية بدعم من التحالف العربي، بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة، وبمشاركة قواتنا المسلحة الباسلة في إطار عملية «إعادة الأمل».
أما وقد دارت الدوائر على هذه الميليشيات الإرهابية الانقلابية، وضاقت عليها الأرض بما رحبت، وأهل الحق والشرعية وقوات التحالف العربي، يقتربون من قطع «رأس الأفعى» واجتثاث دابر تلك العصابات الإجرامية، نجدها تطلق الأكاذيب تلو الأخرى، والاتهامات والأخبار الملفقة؛ للتنفيس عن نفسها وإقناع أتباعها بانتصارات وهمية رفعاً لمعنوياتهم المتضعضعة والمتهاوية. وما يؤسف له أن محسوبين على المنظمات الدولية والإغاثية العالمية، وآخرين محترفي المتاجرة بحقوق الإنسان من على شاكلة المنظمة التي أُطلق عليها«هيومن لايز ووتش» ممن يعانون اعتلالاً في الرؤية، يتبنون تلك الأكاذيب والتلفيقات المتعلقة باستهداف المدنيين.
أصحاب اعتلال الرؤية والصدور المريضة والأهداف المشبوهة، يتعمدون خلط الأمور، وعدم التمييز بين جيوش تحالف «إعادة الأمل» الملتزمة بقواعد الاشتباك، وقوانين الحرب الحريصة على حماية المدنيين وسلامتهم، وتجنيبهم أية تداعيات لها، وعصابات مارقة، تتخذ من الأطفال والنساء وكبار السن والمدنيين إجمالاً دروعاً بشرية، وتقوم بتجنيد الأطفال واختطافهم من أسرهم، وإرسالهم للخطوط الأمامية للقتال، وهذا هو الفارق بين الجانبين.
كما تتعمد الميليشيات الحوثية الإرهابية في نقاط التفتيش التي تقيمها على الطرق بين المدن والقرى والعزّل تحويل مسارات حافلات المدنيين باتجاه مناطق الاشتباكات العسكرية، وتعريض حياتهم للأخطار، وتستغل الميليشيات الإرهابية ممرات السكان لنقل وتهريب الأسلحة. ويبادر أصحاب اعتلال الرؤية من «الموظفين الدوليين» لإطلاق تصريحاتهم المنحازة والمتسرعة حتى قبل صدور نتائج التحقيقات التي تجريها جهات رسمية تشارك فيها منظماتهم وهيئاتهم، ما يطرح علامات استفهام كبيرة حولهم. كما يتجاهل ذوو الرؤية المعتلة الجهد الإنساني والتنموي الكبير الذي تقوم به المملكة العربية السعودية من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة، والأداء النوعي المتميز للأذرع الإنسانية والخيرية الإماراتية، ممثلة بمؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية وهيئة الهلال الأحمر، ولعل أحدث تلك الجهود جلب المؤسسة أحد أكبر مولدات الكهرباء في العالم لإنارة مدينة عدن، للتخفيف من معاناة سكانها، فهناك فرق بين أهل الظلام ناشري الخراب والدمار.. وناثري الفرح والنور والخير.

*نشر في صحيفة "الاتحاد" الإماراتية