تحليل: وادي حضرموت.. الإشكالية والحل (1)

السبت 30 سبتمبر 2023 17:52:00
تحليل: وادي حضرموت.. الإشكالية والحل (1)

الإشكالية والحل (1)

العميد الركن ثابت حسين صالح *

مقدمة:

وادي حضرموت هو أحد أكبر وديان الجنوب وشبه الجزيرة العربية وهو من المناطق الجافة حيث يمتد من رملة السبعتين غربا وينتهي بمصبه في سيحوت محافظة المهرة الواقعة على البحر العربي.

سيئون هي عاصمة الوادي وتبعد عن المكلا عاصمة محافظة حضرموت بمسافة حوالي (320) كم وعن العاصمة عدن بحوالي 780 كم.

تتوسط مدينة سيئون -التي يطلق عليها سكانها اسم “مدينة السلام” -وادٍ تحيط به هضاب صخرية جرداء، وهي انعكاس مثالي للهوية الحضرمية الهادئة والودودة.
ومحافظة حضرموت هي أكبر محافظات الجنوب من حيث المساحة (حوالي 194 ألف كيلومتر مربع)، والسكان (حوالي 2 مليون نسمة أو اكثر).

وتوجد مجتمعات مهاجرة في شرق آسيا، ودول مجلس التعاون الخليجي، ويعتبر ميناء المكلا من أهم موانئ الجنوب ومطار المكلا هو ثاني أكبر مطارات البلاد.

خلفية تاريخية:

أبان الاحتلال البريطاني للجنوب الذي كان يعتمد سياسة فرق تسد، كان يتعامل مع كل من سلطنتي القعيطي ومقرها المكلا وسلطنة الكثيري ومقرها سيئون.

بعد استقلال الجنوب في 30 نوفمبر 1967م أصبحت السلطنتين محافظة واحدة تحت مسمى المحافظة الخامسة ، حيث كان قد تم اعتماد الترقيم للمحافظات من الأولى عدن وحتى السادسة المهرة لمحافظات الجنوب الست كجزء من سياسة كان هدفها بحسب سياسة الدولة الفتية الحد من الاثار القبلية والسلاطين والمشائخ والأمراء وفي سبيل إرساء أسس دولة وطنية قائمة على النظام والقانون.

وفي عام 1979م تم تغيير التسميات من الأرقام إلى أسماء المناطف: بحيث سميت المحافظات ب: عدن، لحج، أبين، شبوة ، حضرموت والمهرة... واعتمدت الدولة في بداية الثمانيات محافظة حضرموت كتجربة نموذجية لتطبيق تجربة مجالس الشعب المحلية في المحافظات، كما اعتمدت مديرية ردفان لتطبيق تجربة مجالس الشعب المحلية في المديريات.

وظلت هذه التسميات والتقسيمات الإدارية قائمة حتى قيام الوحدة اليمنية وتحديدا حتى حرب 1994م.

حرب 1994م وما بعدها:

اعتمد نظام7/7 على نفس سياسة "فرق تسد" الاستعمارية، فحاول من جديد أحياء مسمى حضرموت الساحل وحضرموت الداخل في محاولات مستميتة ومتكررة لتقسيم محافظة حضرموت. لكن الحضارم والجنوبيين تصدوا ببسالة لهذه المحاولات وافشلوها.

مع ذلك استمرت صنعاء وعن طريق المنطقة العسكرية الشرقية ضخمة العدة والعدد التي قادها قادة موالون للرئيس الاسبق الراحل علي عبدالله صالح ومن نفس منطقة سنحان وهم اللواء محمد إسماعيل (خال الرئيس) واللواء محمد علي محسن (من نفس قرية الرئيس)... استمرت في التعامل مع وادي حضرموت وكأنه منفصل عن حضرموت المحافظة وعاصمتها المكلا.

وتم قمع كل محاولة لجمع شمل حضرموت أو المطالبة بحقوقها في الثروة والوظيفة العامة ، حيث تم اغتيال قائد الهبة الحضرمية الأولى المقدم سعد بن حربيش في 2 ديسمبر 2013م، وتزامنت تلك الجريمة مع جريمة اخرى شنعاء للواء 33 مدرع بحق مشاركين في عزاء بمدينة الضالع، ووجهت أصابع الإتهام باغتيال بن حبريش إلى مخابرات صنعاء وقيادة المنطقة العسكرية الأولى المتمركزة في مدينة سيئون.

من أكبر وأخطر الأخطاء التي وقع فيها الرئيس السابق هادي أثناء هيكلة القوات المسلحة عام 2013م ، موافقته على تقسيم حضرموت عسكريا إلى منطقتين الاولى ومقرها سيئون ونطاق سيطرتها كل وادي وصحراء حضرموت، فيما انحصر نطاق سيطرة المنطقة العسكرية الثانية على ساحل حضرموت ومحافظة المهرة...ومقرها المكلا.

وظل هذا الوضع يسحب نفسه على كل الاوضاع السياسية والاقتصادية والخدمية والجغرافيا.

ومن حينها لم يكن لمحافظ حضرموت أي سيطرة على وادي حضرموت سواء كان اللواء احمد بن بريك أو اللواء فرج البحسني، رغم أن الأخير حاول وحقق بعض الممكن...أو المحافظ الحالي بن ماضي.

في الموضوع القادم سنتنتاول بإذن الله تعالى المرحلة الأخطر والاهم التي بدأت بحرب 2015م.

*باحث ومحلل سياسي وعسكري