(شرف محفوظ) رئيساً للجمهورية ..!
محمد العولقي
المزيد هذا الرجل ذكي جداً ، لأنه يعرف دائماً أين يضع نفسه ، فقد اعتزل الهداف الذهبي التاريخي (شرف محفوظ) كرة القدم قبل عقد ونيف ، لكنه لازال يرفع درجة حرارة شعبيته الجماهيرية إلى الدرجة القصوى.
* نادرون هم الذين يجيدون صياغة تعريف النجومية ، ولعل (شرف محفوظ) في طليعة هؤلاء الأذكياء الذين يحيون ذكراهم في قلوب الجماهير براً وبحراً وجواً على مدار الساعة ، إذ كلما مرت السنون يزداد الذهبي (شرف محفوظ) لمعاناً .. ولو قدر لي إعادة ترتيب عناصر الجدول الدوري لوضعت (شرف محفوظ) فوق البلاتين والألماس والذهب.
* دعوني أبوح لكم بسر هذا العشق الجنوني للنجم الدولي (شرف محفوظ) ، وهو سر يستطيع أن يوصل (شرف محفوظ) إلى رئاسة الجمهورية بنسبة تصل إلى مائة في المائة.
* قلتها بالأمس في عز مجد (علي عبدالله صالح) ، و أقولها اليوم في عهد (عبدربه منصور هادي) ، لو أن الانتخابات الرئاسية تتحكم فيها الأخلاق لاكتسح (شرف محفوظ) الصناديق ، ولفرض نفسه رئيساً على البلاد ، وزعيماً للعباد بالضربة القاضية.
* نجوم جنوبية كبيرة ربما فاقت (شرف محفوظ) كروياً ، لكن هؤلاء النجوم فشلوا في الاحتفاظ بمكانتهم في قلوب الناس ، منهم من تلون كالحرباء ، يوم مع (زيد) ويوم مع (عمرو) ، ومنهم من باع نجوميته في مزاد النفاق ، يوم (جنوبي) ، ويوم (وحدوي) وأيام مع (بطنه).
* يمكن لفرسان المواقع الاجتماعية ، أن يدعون إلى استفتاء شعبي ، لاختيار رئيس للجمهورية ، وليضعوا إسم (شرف محفوظ) بين كل السياسيين المراوغين ، وهم الذين خربوا البلد ، وقعدوا على تلها ، ستكون نتيجة الاستفتاء أو الاستبيان ، إكتساحاً شعبياً للنجم الذهبي (شرف محفوظ) ، وسيتوارى أمامه سياسيون نهبوا البلاد ، وسرقوا العباد ، وقفاهم يقمر عيشاً.
* شخصياً .. لم يدهشني الاحتفال الكبير الذي أقامته الجالية الجنوبية في (جدة) للهداف البارع (شرف محفوظ) لسببين :
- الأول : أن (شرف محفوظ) يحظى دائماً بإعجاب كل الناس أينما حل وارتحل ، بحكم مكانته كلاعب وكإنسان يقطر خجلاً.
* يذهب (شرف محفوظ) إلى أي محافظة ، أو أي قرية نائية ، ستشكل زيارته حدثاً فريداً ، حيث سيُستقبل إستقبال الأبطال ، في حين يزورهم سياسي، ولا تجد حساً ، ولا خبراً لهذه الزيارة ، وهنا يكمن الفرق بين لاعب يُصدر الأفراح إلى الملايين وسياسي يصدر الأتراح والمآسي والفواجع ، كل ساعة وكل دقيقة إلى قلوب الناس ، راكضاً خلف الفلوس والملاليم.
* الرؤساء قديمهم وحديثهم ، عندما يزورون الجاليات ، يدخل الناس إلى بيوتهم ، وهم يقولون في هلع : يا ساتر يا رب .. أما (شرف محفوظ) ، فتفتح له الأبواب الموصدة وتتساقط البروتوكولات تحت قدميه.
* لو أننا حقاً في بلد ديمقراطي ننتخب فيه من نريد ، دون تهديد ووعيد وقطع أرزاق ، لتمكن (شرف محفوظ) من تكرار تجربة (جورج ويا) النجم العالمي الذي أصبح رئيساً لدولة (ليبيريا).