يا (معين)..!
محمد العولقي
المزيد* أجد نفسي متحمسا بعض الشيء لرئيس الوزراء الجديد الدكتور (معين عبد الملك)، ليس لأنه نأى بنفسه عن المماحكات السياسية فحسب، ولكن لأنه أيضا يحاول أن يكون على مسافة واحدة من كل القضايا الشائكة، وأولها الوضع الاقتصادي المنهار..
* وطالما وأن معطيات الواقع تتطلب (غربلة) الحكومة، بعيدا عن استنساخ نفس الوجوه، فمن الضرورة بمكان أن يقنع رئيس الوزراء الجديد كل الأطياف بحقيقة أن المناصب والحقائب الوزارية ليست (تفريخا) لإرضاء حزب (علان) أو قبيلة الشيخ (فلتان)، بقدر ما هي مهمة وطنية تتطلب تضحيات في الميدان، كما ليست هبة سياسية تنقلك إلى عالم الأثرياء وأرقى فنادق الخارج بفاتورة يدفع حسابها المواطن الغلبان والشعب العيان.
* الكائن الذي يجب أن يكون واقعا أن يعمل رئيس الوزراء بروحه الرياضية على تشكيل حكومة (وطنية) حقيقية فاعلة ميدانيا، ليس فيها تواجد للذين يلعبون بالنار على مقربة من كل الديار، ولا فيها موطئ قدم للذين ينفخون في كير الفتن ليلا ونهارا، ويبدلون ولاءاتهم بين عشية وضحاها..
* أتمنى على رئيس الوزراء - الذي أرجو أن يكون قد مارس الرياضة في صباه - أن يضع معيارا وطنيا خالصا عند اختيار تشكيلته القادمة، حتى ينتصر في مباراته الاقتصادية لصالح المواطن الذي يظل ضحية لتلك الألعاب الدراكولية القادمة من وزراء يوالون (جيوبهم) و (بطونهم) على حساب مصلحة الشعب المنكوب، الباكي على اللبن المعيشي المسكوب..
* الوضع يا (معين) لا يحتمل حماقات سياسية جديدة، لكنه بالمقابل يريد حكومة وطنية مصغرة قريبة من معاناة الناس، تعالج قضاياه أولا بأول، وتخفف عنه غثاء السيل السياسي الذي بلغ الزبى..
* أكثر ما يحتاجه الوضع اليمني المتشعب المشاكل والغايات حكومة وطنية تؤمن بأن المناصب الوزارية تكليف يطغى على التشريف، وأن الاختيار يجب أن يكون دقيقا حتى لا يغلب الطبع (الليموني) التطبع الوطني..
* ما رأيك يا (معين) لو تترك حكاية المناصفات الحزبية جانبا، وتختار تشكيلة وطنية من داخل الميدان، بدلا من اختيار وزراء مهاجرين ومغتربين احتكروا العملات الصعبة وأسسوا لهم امبراطوريات وعقارات تجارية في بلدان التزلج على الجليد..؟
* أرجو يا (معين) أن تعد من الواحد للمليون قبل وضع معايير تشكيلتك القادمة حتى لا يطغى اللون الحزبي على اللون الوطني، فيستمر الوطن في الدوران حول أسطوانة الفرقاء الفارغة..
* لا أملك لك يا رئيس حكومتنا الجديد سوى نصيحتين خالصتين لوجه الله تعالى:
الأولى: عدم استفزاز الجنوبيين بشعارات القوة غير المستحبة، والعمل على تطبيع العلاقات وبناء الثقة مع كل الجنوبيين بنوايا صادقة، فلا يخفى عليك أن القضية الجنوبية صارت اليوم رقما صعبا لا يمكن مراوغته أو تجاوزه، مهما دفع المرجفون لشراء بعض الذمم..
والثانية: لا ترمي بأوراقك دفعة واحدة، من الأفضل أن تكون الأولوية لمعالجة الاقتصاد المنهار، والعمل في اتجاه فضح ممارسات تجار في الحكومة يتلاعبون بالعملة والأسعار وإيقافهم عند حدهم، كن قريبا من الشعب، راصدا لمعاناته وآلامه المبرحة، وعند أي معضلة تستهدف الاقتصاد وتعرقل جهودك التجئ إلى الشعب وأفضح كل ممارسات تلك النخب الفسفورية، وسيكون المعين لك بعد الله سبحانه وتعالى، فهل وصلت الرسالة يا (معين)..؟