لا يحتاج تنفيذ اتفاقات السويد لتساقط الثلوج على اليمن!
نهى البدوي
- اليمن مقبرة الإبداع وتابوت العقول
- من المسئول عن قتل الآباء لأطفالهم؟
- حضرموت.. إرادة تنتصر وحُلم مُنتظر
- الصحوة المتأخرة!
ليس مستبعداً أن يكون لسقوط الثلوج وللأجواء الشتوية الباردة في السويد، تأثيراً نفسيًا إيجابيا على وفدي المفاوضات اليمنية، التي عقدت من 6 - 13 ديسمبر الجاري، برعاية الأمم المتحدة وإشراف المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة السيد مارتن جريفيثس، ونجاح مساعيه لجمعهما على طاولة واحدة دون حدوث أي توتر أو مشادات كان متوقعا حدوثها بين أعضاء الوفدين، ليخيم بدلاً عن ذلك الهدوء على أجواء جلساتها والمصافحة والوصول إلى النتائج، التي أعلن عنها الأمين العام للأمم المتحدة السيد غوتيريش بالخروج منها بثلاثة اتفاقات ملزمة للتنفيذ من الطرفين وهي ما تمثل اختباراً صعباً لطرفي الحرب لإثبات جديتهما في ترجمة الاتفاق وتنفيذها على الأرض.
لم تُكن الاتفاقات حول الوضع في الحديدة والتفاهمات حول التهدئة وفتح المعابر في تعز وتبادل أكثر من 16 ألف أسير غير الموقعة، في نظر معظم اليمنيين تمثل النجاح المأمول والنتائج المنتظرة من هذه الجولة، لكنها أيضاً لا تمثل فشلاً بل تقدماً وإنجازاً كبيراً ربما لا ندرك أهميته، بإسقاطه خيار الحسم العسكري للصراع لدى الطرفين، وأعاد لليمنيين والمجتمع الدولي الثقة بقدرتهما على إنهاء الصراع بحلول سياسية تتوافق عليها كل الأطراف، لينهي المأساة المؤلمة، التي يعيشها اليمن منذُ أربعة أعوام من استمرار الحرب فيه، بالإضافة إلى أنه خطوة مطلوب التوصل لها، لمعالجة القضايا والملفات المعيقة أمام تهيئة الظروف، وتقريب وجهات النظر لتقديم المقترحات الصائبة حول الاتفاق على وضع إطار سياسي لتنفيذ كل ما تم التوصل إليه في المحادثات، ولعقد الجولة المقبلة من المفاوضات، حول القضايا المقرر الاتفاق بشأنها في يناير العام القادم.
ما أراه في عقد المفاوضات في السويد والإعلان عن الثلاثة الاتفاقات أنها خطوة أولى على طريق استكمال بقية الخطوات على مسارات الوصول إلى اتفاق سلام شامل ينهي الصراع في اليمن، من خلال وضعها الطرفين على المحك العملي، لاختبار مصداقيتهما، لتنفيذ ما اتفقا عليه الذي بإنجازه يكونا قد شقا طريقاً آمنة للانتقال بسلاسة للبدء ببقية خطوات لحلحلة باقي الملفات، فتح مطار صنعاء والملف الاقتصادي والرواتب.