الصحوة المتأخرة!
نهى البدوي
- اليمن مقبرة الإبداع وتابوت العقول
- من المسئول عن قتل الآباء لأطفالهم؟
- حضرموت.. إرادة تنتصر وحُلم مُنتظر
- لا يحتاج تنفيذ اتفاقات السويد لتساقط الثلوج على اليمن!
تهتز مشاعرنا وتهيج عواطفنا شفقة ووجعاً لحال بعض الأسر عندما نراها تتوجع لفقدانها أحد أبنائها أو وقوعه ضحية للعنف بسبب تقصيرها وإهمالها واجبها التربوي له، وعدم التقرب منه أو ترك المجال له متاحاً «الحرية» ليتصرف كما يشاء دون خوف من أحد لتصل به نتائج الإهمال والتقصير التربوي الى الوقوع في الهاوية، وهو المصير الذي يدُمر معظم شبابنا ممن يعانون غياب الرقابة الأسرية التربوية على أنشطتهم وعدم معرفة مع من؟ وكيف يقضون يومهم؟
تهاون الأسرة عن عودة الأبناء المتأخرة من المدرسة، أو أي مكان ذهبوا إليه كزيارة الأقارب والأصدقاء، وعدم سؤالها عن سبب عودتهم المتأخرة والتغاضي عن عدم الانضباط لزمن عودتهم للمنزل الذي ينبغي أن يحرصوا على الالتزام به هي أهم مظاهر التقصير وإهمال الأسرة لواجبها التربوي تجاههم، وهم أمانة يأمرهم ديننا الإسلامي للحفاظ عليها. لقد جعل الله عز وجل الأبناء من الأمانة، كما قال تعالى: “إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ” (72 سورة الأحزاب). مؤسف جدا أن نرى الإهمال والتقصير في توعية الأبناء وتربيتهم وعدم الحفاظ على تنشئتهم في بيئة تربوية سليمة، وأصبح ذلك ظاهرة منتشرة في معظم الأسر التي نراها تتوجع ندماً ونتألم لتوجعها.
وثبت أن خطورة التراخي الأسري «السلبي» في تربية الأبناء هو تحوله مع التكرار ومرور الوقت إلى عامل مشجع ومحفز للأطفال والأبناء على التصرف الذاتي في أمور لا تتصل بالتشجيع الإبداعي دون الرجوع لأولياء الأمور، وبالتالي يحدث التمرد على الأسرة والاختلاط بحرية مع أصدقاء السوء، وممارسة كل ما يضر بسلوكهم ويقودهم إلى هدم وتدمير القيم التربوية والأخلاقية، والوقوع تحت مؤثرات الظواهر السلبية وإضعافهم تربوياً ونفسياً، مما تضطرب شخصياتهم سلوكياً والاندفاع للتمرد على الأسرة والمجتمع والقيم والعادات المجتمعية التي تربى عليها الآباء والأجداد.