سارق وُمبهرر!
عبدالقوي الاشول
المزيدهكذا يقول المثل عن من يمارس السرقة نهاراً جهاراً، أي سارق ومبهرر لا حياء لديه مطلقاً، هذا النمط من السرق لا يكون إلا بعد أن يصل هذا اللص إلى مستوى الحرفية في ممارسة سرقاته، في حضرة هذا النمط من اللصوص لا جمال للحديث عن القيم والحياء والإنسانية، فكما حدثني أحدهم ببجاحة قائلا لو أن للمواطن مائة مليون ووصله منها خمسة مليون فذلك شيء عظيم، قاطعاً القول لا تحدثني عن المثالية في هذه الظروف هي فرصة لابد أن تغتنم.
تأملت في كلام هذا الأخطبوط الذي أمثاله كثر في هذا الزمن ممن اعتبروا أن الفرصة أمامهم مواتية لذا تجدهم في كل مكان حاضرين ولا مجال لديهم للحديث عن أي شيء قيمي، لا يكترثون إطلاقاً لا لآلام ولا لعذابات غيرهم، ربما للحالة المركبة في شخصية هؤلاء التي هي في الأصل فاضية من كل شيء، فالوعي المتدني وغياب الوازع الديني والحياة البهيمية والغرائز هي التي تحرك تلك الدمى الآدمية..
هكذا وجدوا أنفسهم في مراكز السلطة يأمرون وينهون ولا يكفون إطلاقاً عن ممارسة سلوك استحواذي بنهمٍ لا حدود له في جني المكاسب الذاتية على أوسع نطاق.
وهنا يبرز السؤال: في ظل غياب الدولة ومؤسساتها، كيف يمكننا معالجة أوضاع على هذا النحو؟!