عدن قبل النوم..!

عندما تذهب إلى النوم بعد دراما قطع الطرق وإحراق الإطارات والاستمتاع بنار (النمرود)، هل سألت نفسك مرة: لماذا تجازي (عدن) بكل هذه الأفعال المشاغبة التي لا تولد سوى الأحقاد الدفينة..؟
* وأنت تهرول صباحا لتلبي دعوة (أولاد الأبالسة) في تشويه وجه (عدن) واللعب بالنار على مقربة من بيت جارك، هل سألت نفسك: لماذا تشارك قوم (نيرون) جريمة إحراق (عدن)..؟ هل نسيت الحكمة التي تقول: إذا رأيت النار شبت في دار جارك، فسارع بجلب الماء إلى دارك.

* وأنت تقبض قطع الطريق على طفل أو امرأة أو شيخ مسن، ثم تهرول مثل (روبوت) آلي بلا مشاعر نحو سوق (القات)، هل سألت نفسك: لماذا يريد مشعلو الفتن حرف مسار الجنوب إلى مربع العنف، ولماذا تكون أنت أداة بيد هؤلاء الحمقى..؟
*وأنت تتحرك دون وعي لتلبية دعوة (إبليس) ووكلائه في (الشيطنة)، هل سألت نفسك: لماذا كل هذا الحقد والغل على (عدن)..؟ لماذا يريدونها قرية للقلاقل والفتن والشائعات المفبركة..؟

* وأنت تقطع شجرة، وتقذف وجه (عدن) بقاذورات السياسيين، هل سألت نفسك: لماذا تقبل على نفسك تأدية دور (مستصغر الشرر)..؟
لماذا يدفعون بك إلى التهلكة في حين يتسترون ويحركون خيوطهم من المقايل والفنادق..؟

* وأنت تحول الطرق الرئيسية والفرعية في (عدن) إلى جبال وأكوام من القمامة والحجارة وأكياس الزبالة، هل سألت نفسك: لماذا هذه الفوضى تتناسل في (عدن) بالذات ولا يصل منسوبها إلى صنعاء أو مأرب..؟
* هل سألت نفسك وأنت تنسلخ من آدميتك وتتقمص لساعات دور (المخرب) المشاغب، لماذا ماتت وذبلت مشاعرك تجاه طفل يبكي أو شيخ مسن ينكسر غما أو امرأة عدنية تدمع قهرا..؟
* وأنت تدخل بيتك بعد موجة (شغب)، هل سألت نفسك في لحظة صحوة ضمير: لماذا تنتقم من (عدن) التي احتوتك بين أهدابها بعد أن ضاقت عليك الأرض بما رحبت..؟
*وأنت تأوي إلى فراش النوم بعد ليلة عصيبة على أهلك وناسك في (عدن)، هل سألت نفسك: أين مشاعرك الإنسانية تجاه وطنك (عدن)؟ من الذي دفنها داخل ذاتك وأهال عليها التراب والحجارة..؟

* وأنت تدعي أنك (جنوبي) وفي يدك تقرير مصيرك من (كهنوت) الباعة المتجولين سياسيا، هل سألت نفسك: ماذا أعطيت (عدن) عاصمة بلادك مقابل ما أعطتك وتعطيك، وهي تطعمك من جوع وتأمنك من خوف..؟
* وأنت تتأهب لشن جولة أخرى من مكائد وصفقات أطراف أدمنت الصراعات الدموية والنفخ في كير الماضي، هل سألت نفسك: لماذا ترضى أن تكون السم الزعاف الذي تدسه شرذمة البغي في طعام أهلك في (عدن)..؟، لماذا تكون الرصاصة التي تروع وتقتل عابر سبيل دون ذنب..؟

* عزيزي الجنوبي: عدن بيتي وبيتك، يهمني أن يظل بيتي نظيفا، فهل تحب أن تدخل (الصراصير) بيتك، لتعبث بقضيتك التي أصبحت اليوم أقرب إليك من حبل الوريد..؟
* ألفت نظر العدنيين خاصة والجنوبيين عامة أن الأطراف السياسية المعادية لحرية الشعب أفلست أخلاقيا، وهي تحاول اليوم ركوب موجة الضغائن والأحقاد والنفخ في مخلفات ثقافة الكراهية والفوضى، فمن فضلك لا تكن مع هؤلاء الشياطين شريكا في هتك نسيج (عدن) المدني والاجتماعي..!