ملحمة الأطباء بين المستشفيات العامة وعياداتهم
عادل العبيدي
- على هامش الدراسة الروسية للاعتراف باستقلال دونيتسك ولوغانسك
- الانتقال الجنوبي نحو السيطرة على السلطة
- محاور اتجاهات البيان الاستثنائي للانتقالي
- ثبات الانتقالي على ما تعهد به
للأسف الشديد أن ملحمة الأطباء الإنسانية هذه بين المستشفيات العامة وعياداتهم الخاصة.أنها ليست حقيقية ، كنا نتمنى أن تكون حقيقية ولها نشاهد ولو محطات بسيطة من تواجد الأطباء المتخصصين الذين يملكون مستشفيات وعيادات خاصة أو العاملين فيها ، لكننا لم نرى لها أي أثر على الواقع بتاتا ، من هذا الحديث يستثنى الأطباء الموظفين العاملين في المستشفيات والعيادات العامة الحكومية الذين لايملكون مستشفيات أو عيادات خاصة أو حتى أسهم منها ولايعملون فيها ، الأطباء الملاك المتخصصين والمشتغلين معهم هم فقط الذين نقصدهم ، لكونهم في نفس الوقت هم موظفين في مكتب الصحة العامة وموزعين كأطبا متخصصين على المستشفيات العامة الموجودة في محافظاتهم أو مدنهم ،و منها يستلمون رواتبهم بانتظام ودون نقصان .
كما أسلفنا أنها غير حقيقية ، إذا هي ملحمة خيالية فقط ، اشبه بالأحلام والأمنيات ، تتواجد في عقول ووجدان العامة والمرضى خاصة ، و كثيرا ماتراود الفقراء و المعدمين الذين لا يقدرون على دفع مصاريف علاج أمراضهم ولوازمها في المستشفيات والعيادات الخاصة ، ومع هذا يبقى الأمل ويبقى التفاؤل في تحقيق تلك الأمنيات وتلك الأحلام لهذه الملحمة الإنسانية العظيمة ، التي لايسطر روعتها غير الأطباء المتخصصين الملاك ، فتنتقل من حلم في رؤوس المحتاجين والفقراء والمعدمين إلى واقع حياتهم الصحية ، فهل يفعلها أولئك الأطباء وتكون ملحمة بطولية حقيقية مجسدة على الواقع ؟. هل يفعلونها ويكونون متزنين موفقين في ممارسة أعمالهم الخاصة وأداء واجبهم الوظيفي العام ، حينا في المستشفيات العامة وحينا في عياداتهم الخاصة ؟.
ياليتهم يسطرونها حتى يعفونا من طول المدح والترحم على الأطباء الذين يأتون إلينا من دول الخارج ليقدموا لنا خدماتهم وبالمجان من غير المسلمين ، ياليتهم يفعلونها حتى نقدر نترك الندم والتحسر والبكاء على منظمة طبية دولية بسبب مغادرتها منطقتنا نهائيا ، تاركة فينا خوف إلى أين نسوق مرضانا بعد رحيلها ؟.
لتكون هذه الملحمة الطبية الإنسانية حقيقة و خدماتها تصل إلى كل مواطن ، فهي لاتحتاج إلى معجزات من الإمكانيات والقدرات ، فقط تحتاج إلى تفعيل بعض المشاعر الإنسانية ، من الحب والرحمة والشفقة والمروءة والعطف والإيمان والصدق والنزاهة والأمانة والوطنية ، وكذلك إلى تفعيل بعض بنود النظام والقانون كالضبط والمتابعة والاشراف والأنذار والتخطيط والتنظيم والتوجيه وغيرها .
جميعنا قد اشتكى من ذلك السوء والإهمال وذلك التسيب في المستشفيات العامة وعدم تواجد الأطباء المتخصصين بسبب تغيبهم الدائم ، إلى درجة تجعل المريض والمواطن في حالة يأس من ان تقدم لهم خدمات طبية أفضل يوما ما ، مما يجعل المريض أو ذويه مضطرا الذهاب إلى المستشفيات والعيادات الخاصة ، واكثرنا يعرف كم هي المعاناة النفسية والمالية ، وكم هو الاستغلال ، وكم هو التردد ، وكم هي القسوة في المراكز الطبية الخاصة .
الشيء العجيب والغريب والمخجل أن كل أولئك الأطباء المتخصصين موظيف في مستشفيات عامة ، إلا أنهم حاضرين دائما وباستمرار في مراكزهم الطبية الخاصة ، وغائبين دائما وباستمرار من المستشفيات العامة.
لذلك والحمد لله أن مباني المستشفيات العامة موجودة ومتسعة وكادرها الطبي المتخصص أيضا محسوب موظف فيها ، نتمنى أن يكون هناك تقسيم وقت بشكل منظم في أهمية الحضور والتواجد للأطباء بين المستشفيات العامة وبين مراكزهم الخاصة ، من خلال تفعيل المشاعر الإنسانية فيهم ، وتفعيل بنود النظام ، التي إذا التمست على الواقع حقيقة فإنها فعلا ستكون ملحمة طبية إنسانية عظيمة.