الانتقالي يكسب شرعية السيادة

على طريق أن تكون كامل السيادة على الأراضي الجنوبية للجنوبين ، ها هو الانتقالي الجنوبي يسير عليها ، وفيها يمضي بعقل وبخطوات ثابتة ومدروسة وبحنكة سياسية عسكرية.، ومنها قد قطع مسافات كبيرة ، وقريبا أن شاء الله سيصل ممثل الجنوب إلى نهايتها وبعدها سيفرح الجنوبيون .

 تلك الأولويات المتحققة في كسب شرعية السيادة على الأراضي الجنوبية التي لا ينكرها إلا مريض حاقد أناني ، لها لم يكن الانتقالي  أنانيا حتى ينفرد بها ويقول أنه هو فقط من حققها ، فينسبها إلى نفسه متجاوزا مراحل النضال الجنوبي السابقة وممن كانوا روادها وشعلتها ، بل أنه ومن خطبه وبياناته  دائما ما يعترف أن تلك الخطوات السياسية والعسكرية التي استطاع أن يتقدمها في السيطرة على الأرض وكسب شرعية السيادة ، لم تأتي هبة  من دولة ، ولم يصنعها قائد او مكون جنوبي محدد معين بذاته ، أنما هي حصيلة ارواح شهداء كثيرين ، و تضحيات ونضال ومعاناة أشخاص ومكونات وفصائل وهيئات جنوبية متعددة ، قدمت الغالي والنفيس ، أغلبهم  قد أندرج في كيان الانتقالي الجنوبي ، ومن لم يكن حاضرا فيه ، لا يعاتب ولا يخون ، المهم أن لا يكون قد انقلب مع مشاريع اليمن الإتحادي والأقاليم السته ، وصار من المروجين لها ، المتشددين لتحقيقها ، المعادين للانتقالي ، وباسم أنه مناضل جنوبي وأنه على العهد باق ، وهذا لا يمكن أن يصلح او يركب  على حال الجنوب .

أكثر ما يحسب لقيادة الانتقالي الذي جعلهم أكثر تهيئا لكسب شرعية السيادة الجنوبية ، هو  تأسيسهم لكيان الانتقالي  في الوقت المناسب ، وهذا قد عد عملا جبارا ، لقيادته قد أمتن  شعب الجنوب قاطبة ، ففي ظله تم توحيد فصائل المقاومة الجنوبية ، وأيضا تم الاقرار والأعتراف والتثبيت لانتصارات الجنوبين ، أنها انتصارات جنوبية ، وإلا فإن ما تسمى الشرعية قد كادت تسرقها وتنسبها إلى نفسها .

لكسب شرعية سيادة الانتقالي على الأراضي الجنوبية ، لم يكن بالأمر السهل والهين ، أنما كان في ظل ظروف عسيرة وصعبة ، وبعد صراع مرير مع ما تسمى الشرعية عسكريا وسياسيا ، ولا يخفى علينا جميعا أن دول التحالف والعالم  قد كانت تتجه في أعطاء السيادة على الأراضي الجنوبية المحررة إلى ما تسمى بالشرعية التي حبكت هذه المؤامرة بإقالة المقاوم عيدروس الزبيدي من منصبه كمحافظ لمحافظة عدن ، إلا ان تلك المؤامرة وأمام وطنية وفطنة قيادتنا المحنكة ردت على أعقابها بتأسيس المجلس الانتقالي الذي كان من أعضاء هيئة رئاسته محافظين المحافظات الجنوبية ، الذي سرعان ما عكس نظرة.. دول التحالف ودول العالم إلى الاعتراف بأن السيادة الحقيقية في الجنوب هي فعلا للانتقالي شعبيا وعسكريا وسياسيا .

ومنذ تأسيس الانتقالي إلى اليوم وهو يزداد تمددا على مساحة الجنوب برا وبحرا  في كسب شرعيته للسيادة عليها والأعتراف بها ، من خلال قدرته على نشر قواته المتمثلة بالنخب و ألوية الأحزمة الأمنية وفصائل المقاومة الجنوبية على المحافظات الجنوبية ، وعلى المنافذ الهامة وعلى حقول النفط وعلى المطارات والموانئ ، ومنع ذلك عن قوات ما تسمى الشرعية . وبتأييد دولي إقليمي ، مع صد أي تحركات عسكرية شمالية تحاول الإتجاه إلى أي محافظة جنوبية ، أكانت قوات باسم القاعدة وداعش أو باسم الجيش الوطني ، لمنازعة قوات الانتقالي المتمترسة في أماكنها الجديدة .

كما أن الانتقالي قد استطاع تدريجيا أن يسحب عن ما تسمى الشرعية ، أشياء كثيرة من شرعية سياستها الخارجية ، وانتقالها إليه كجهة سياسية معترف بها وبسيادتها على كل الأرض الجنوبية للمصلحة الجنوبية والإقليمية والدولية .