موسم الهجرة إلى (وسخ الدنيا)!

* أرى الناس قد مالوا لمن عنده مال، ومن ليس عنده مال فعنه الناس قد مالوا، هذه الحقيقة المؤسفة قالها (علي بن أبي طالب) كرم الله وجهه قبل 1400 سنة، وهي تلخص كل مشاكل (الجنوب) في زمن الهبر والهبر المضاد ..
* في الغالب تبدو هذه الحقيقة واضحة في زمن سياسيين انتهازيين مالوا لمن عنده مال السلطة على حساب القضية والشرف والأمم الأخلاق..

* كمواطن جنوبي لم تلوثه جراثيم (وسخ الدنيا) احتار دليلي في فهم حالة التشظي الجنوبي، حيرة جعلتني أعيش نفس حيرة العرب الذين انشغلوا بتحديد هوية طيور الأبابيل التي رمت الأحباش بحجارة من سجيل..
* أنا محتار في هذه اللحظة في الإجابة على أسئلة من نوع:

هل الجنوب غني بعائدات قيادات صابونية مبعثرة مصابة بفيروس (الزعامة)؟ أم أن الجنوب فقير فعلا بالاستنزاف غير العاقل لمفهوم (الزعامة)؟
هل (الزعامة) زعامة من عنده المال، يشتري البشر والحجر..؟ أم أن (الزعامة) زعامة حراكيين (طيش فيش) يبيعون قضية الجنوب لمن عنده مال..؟

هل (الزعامة) جاه وسلطان وموائد تستقطب اللئام دون الكرام..؟ أم أن الزعامة الجنوبية فن في أساليب الري بالتقطير وكلك نظر..؟
* مشكلة الجنوب أنه ابتلى بثلاث قيادات كرتونية تتاجر بقضية شعب الجنوب لحساب أطماع النفس التي لا تقنع والبطن التي لا تشبع، ففي موسم الولاءات وشراء الذمم انبطحت تلك القيادات الهلامية، وتلاشت شعارات (ثورة ثورة يا جنوب) و(يا جنوبي صح النوم سبعة سبعة آخر يوم)، إما لأن مناصب الشرعية زغللت العيون والجفون، أو لأن نافذين وتجار (مسيسين) يستخدمون (وسخ الدنيا) لشراء الحناجر والألسنة بالعملة الصعبة ليبقى الجنوب في عصمة وحدة أقاليم مع الشيطان الرجيم..

* سأقولها بوضوح - ومن رضي يرضى ويحنق من حنق - القضية الجنوبية عالقة بين قيادات من نوع (شي عيشة) و(شي خصار) و(شي قراطيب)، كل تلك القيادات مجرد أسود مفرشة يتفننون في بيع قضية الشعب لمن عنده المال، وما أسهل العيش في زمن (الكوليرا) السياسية..
* وعندما يكون المال هو هم تلك القيادات التي تسرح وتمرح في الداخل والخارج بحثا عن المزيد من (وسخ الدنيا)، فأبشروا بمواسم تتلاقح فيها فيروسات الفجور مع بكتيريا الفتور..

* ما يؤسف له أن تلك القيادات الفاجرة مع الشعب حددت تسعيرة للتخلي عن قضية شعب الجنوب، هناك من يعشق (قراطيب) الحوالات، وهناك من باع ضميره ليعيش في كنف الشحت والابتزاز، وهناك من خان الأمانة بشقة مفروشة في (القسطنطينية)، وهناك من رضي من غنيمة الموقف السياسي بمنصب زائل استنزف كل رصيده عند شعب الجنوب المرابط في محراب فقره ومشاكله..

* السواد الأعظم - إلا من رحم ربى - تخلوا عن شعب الجنوب وقضيته ومالوا نحو متربصين يمتلكون المال، ومن يتمعن في المشهد السياسي بعدن سيرى بوضوح أن عدن تحولت إلى استقطابات ومزاد علني مفتوح لمن يبيع ويقبض، هذه مشكلتنا مع تلك القيادات الانتهازية التي تغدينا بوعد كالعسل وتعشينا بيأس كالحنظل..!​