يا حافظ ..!

* العملة اليمنية التي تترنح على سلالم البورصة الاقتصادية نزولا وهبوطا تفسد في النهاية، شأنها شأن البيض وعلب الفول، ما لم يكن هناك فكر اقتصادي وعناية تجارية تراعي تاريخ الانتهاء..

* لقد تراكم الفساد المصرفي، ووجد تاجر المضاربة بالعملة فرصة ليلعب بذيله في ظل حكومة ضاعفت الغث وطمست معالم السمين..

* يعلم الأخ (حافظ معياد) محافظ البنك الجديد أن التلاعب بالريال اليمني عملية سياسية، لا يمكن تقييدها فقط ضد وضع اقتصادي يعاني من هوس (إن عشقت أعشق قمرا و إن سرقت أسرق جملا)..
* يعلم (حافظ معياد) أيضا أن خبرته الاقتصادية على المحك ، تماما مثلما يعلم أن تعافي الريال اليمني من (زكام) التسلط السياسي لا يمكن أن يمر عبر نفق القاعدة المرورية سيئة السمعة (ثلثين بثلث)..

* الذين يعرفون عقلية (حافظ معياد) الاقتصادية وما سجله من انتصارات ساحقة ماحقة في أيام سادت ثم بادت، يؤمنون بأن الرجل لم يوافق على نكش عش دبابير الفساد دون ضمانات ملزمة، لا أقول حكومية لأن حكومة (معين عبدالملك) يا مولاي كما خلقتني، ولكن ضمانات من المطبخ الرئاسي حيث يتم تركيب ماسورة اليمن الجديد..

* في تصوري أن (حافظ معياد) بثقله الاقتصادي والحزبي ليس (زمام) ولا (القعيطي)، وهو لا يمكن أن يكتفي بمضغ القات حتى يتسنى له رؤية أم العيال قبل أن يقوم من مقامه..
* لن أضرب أخماسي في أسداسي تعبيرا عن حالة الاستغراب التي فرضت نفسها مع تعيين (حافظ معياد) محافظا للبنك، فلو أن التعيين الرئاسي تم في ظروف دوخة القات لقلنا: ديمة وخلفنا بابها، طالما وأرباب البيت الرئاسي بالدف ضاربين.
* لكن تعيين (حافظ) في هذا التوقيت قد يشير إلى أن العافية قد تهبط على الريال اليمني المترنح، طالما و(حافظ) يعرف أن الوجع في الرأس، وأن من تسببوا في عملية التصدع الريالي تجارا في الشرعية يجلسون أمامه الآن..

* لقد سبق وأن جرب الرئيس علاج تورم الريال بدمامل مغتربين تفننوا في المضاربة بالعملة، ولعله هذه المرة استوعب الدرس حتى لا تنكسر جرة الريال نهائيا..
* لكن الواقع أن أمام (حافظ معياد) عقبتين متوازيتين: الأولى: تتعلق بأن وزراء حكومة (معين عبدالملك) تجار تستهويهم لعبة المضاربة بالعملة، ولا يخفى على (حافظ) أن هؤلاء (الحيتان) يمتصون سوقنا ويحولون العملة إلى الخارج (حافظ يعرفهم اسما اسما)..

* أما الثانية التي عادها لما تكون يا (حافظ) على رأي الهاشمي الذي قال: عندك خطأ ما قرأت البسملة، فهي أصعب من الأولى وتتعلق باللعبة السياسية التي تستهدف تحنيط ملكات الشعب، بحيث ينصب تفكيره فقط في الغلاء وطلبات (أم الصبيان).

* وإذا كانت الحكومة الشرعية لا ترى في البنك المركزي سوى متعهد لرحلات سياحية فاقت رحلات السندباد، فمن الأجدى أن يقوم (حافظ) بتجفيف منابع الاستنزاف غير الرشيد للعملة الصعبة، والقضاء على بؤر التوتر التي تنشأ من المضاربة بالعملة، إما عن طريق تجار في الشرعية  يخنقون الشعب جشعا من خلال تفريخ كيانات للصرافة، أو عن طريق سماسرة وأرباب السياسة الذين سودوا حياتنا أكثر مما هي سوداء..

* بحجر الله يا (حافظ) يكفي بهذلة بهذا الشعب الفقير المترب، فهو يستحق وقفة اقتصادية تصحح مسار الريال اليمني، منتهى أملي أن أعود يوما إلى بيتي وفي يدي كيلو صيد ثمد، أمنية يا (حافظ) يرها المواطن الغلبان إحدى المستحيلات الثلاث في زمن البوم والغربان والجراد السياسي..!​