عيد الكسالى..!

* الأعمال العظيمة تبدأ عادة بفكرة، وعيد العمال بدأ بفكرة انتهت بتحرير العمال من جشع وتنكيل أرباب العمل في (شيكاغو).
* الأول من مايو مصدر فرحة في بلدان العالم، أما في (اليمن) فهو مجرد يوم عطلة عابر لا يدغدغ مشاعر عامل ولا يحرك شجون عاطل.

* زمان - أيام ما كان لنا دولة مهابة - كانت فرص العمال متساوية في المعيشة واحترام ساعات العمل الرسمية، وهو مبدأ جاد فرضه نظام المجد للمطرقة والنصر للسندان.
* ولأن التركيبة المدنية للجنوب تغيرت وجرى غسل مخها بشامبو التخلف القبلي الوحدوي، فقد اختفت قبعات العمال وسكت هدير المعامل والمصانع، وتحول الدوام الرسمي إلى زامل في سوق القات.

* المسؤولون الحكوميون ليس لهم دوام ثابت، كل واحد ومزاجه، لا أحد يضبط سوقه على توقيت العمل الرسمي، الحاجة الوحيدة المضبوطة في هذا البلد هي الساعة السليمانية، فمن صبح ربي تجد العمال والمسؤولين طوابير أمام سوق القات، وكل واحد يستعد لنتف شاربه وحاجبيه عندما يأتي المساء.
* غدا نحتفل بعيد العمال في بلد يضع البيض والأحجار في سلة واحدة، جميع العمال ممن اشتدت سواعدهم يصرخون من هول الفساد الذي جعل هيكل الدولة أشبه بمنسأة سليمان استوطنها العث.

* المدني.. العسكري.. والعمال الواقفون على باب الله يشكون من ظلم ذوي القربى، ومن كونهم لا يرون في عيدهم إلا قطاع خاص جشع وشركات مراوغة تجعل من العمال (حمير شغل) دون الوضع في الاعتبار أن عمال (شيكاغو) فرضوا العمل بثمان ساعات.
* كان بودي في هذه المناسبة الغناء خلف فرقة الفنان خفيف الظل (جعفر حسن): «عمي يا بو الشاكوش خذني وياك»، لكن في فمي ماء يمنعني من التوغل في عمق عمال يرون النجوم في عز الظهر، فقد اختفى (الشاكوش)، وتكاثر الغشاشون الذين سرطنوا حياتنا.

* غدا إجازة للعامل الفاعل والعامل الخامل، لا فرق في وطن أصبح فساد مسؤوليه تحت الرعاية الدولية، بدليل أننا أمام حكومة تعتبر الفساد بهارات هندية تسيل لعاب العامل المرتشي والقيادي الواشي الكذاب.
* يطل علينا غدا عيد العمال ووضع العمال مختل الموازين، فنحن أمام أيادٍ خاملة تستلم المعاش مع بدل الكسل، وهناك أيادٍ عاملة فاعلة لا ينوبها من تطبيق ساعات العمل سوى فتات لا يسمن ولا يغني من جوع.

* حسنا.. نحتفل غدا مع العالم بعيدنا العمالي والكثير من عمال هذا الشعب المترب تحت مقصلة فاسدين تضخمت ثرواتهم بصميل الباطل، لا يهتمون بالتأمين الصحي للعمال قدر اهتمامهم بالإجراءات الجزائية بعيدا عن نقابة الضرب فيها من المحرمات.
* العامل الحكومي النموذجي الذي يحن للقبعة أصبح عملة نادرة في وطن حكومته فاقدة لشهية الإنتاج، راعية للفساد الإداري بكل أنواعه، تماما مثلما أن العامل المثابر يلقط رزقه في دولة الكسالى دون طاقية إخفاء، وهو إن طلب تكريما يوم عيده، قال له الجشعون الاستغلاليون: دور لك على بقرة تلحسك..!​