عن الشرعية أتحدث

الأصل باولئك الهاربين الفارين في الخارج ، الذين يسمون أنفسهم بالشرعيين ، الاصل فيهم أنهم لايمثلون ماتسمى الدولة اليمنية ، وأن لاشرعية لهم من الخارج على المتواجدين في الداخل الثابتين على الأرض ، لإن ضعفهم في عدم مواجهة الحوثيين ، جاعلين من هروبهم وفرارهم إلى الخارج هو طريق النجاة بأبدانهم ، تاركين خلفهم أرض وشعب وعدو مغتصب ، تكون هي التي جعلتهم يفقدون شرعية الحكم ، ولا يكون الحاكم حاكما فعليا شرعيا إلا إذا تواجدت في كيان دولته هذه الأشياء الثلاثة الأرض والشعب والجيش ، ومايسمون أنفسهم بالشرعيين يفقدون الأرض والشعب شمالا وجنوبا ، حتى دول الجوار والمجتمع الدولي وبمجرد هروب الحاكم وحاشيته وحزبه من البلاد ، سرعان مايبادرون إلى حفظ مصالحهم في تلك الدولة مع السلطة الفعلية القوية المتواجدة على الأرض والاعتراف بها .

الأستثناء في شرعية الرئيس هادي هو إنه وبسبب سيطرة الحوثيين الموالين لإيران على الأرض والجيش والشعب ، برزت مخاوف دينية و سياسية وعسكرية وإقتصادية كبيرة جدا على البلاد نفسها وعلى دول الجوار من سيطرة الحوثيين ذات العقيدة الشيعية المواليين لإيران ، ولو كانت القوة الجديدة التي طردت هادي وسيطرت على الأرض هي من غير الحوثيين وغير موالية لإيران ، ولا تشكل خطرا على دول الجوار المرتبطة معها وفيها مصالح دول عظمى ، لكان الامر عاديا ، ولكان التطبيع معها والأعتراف بها سريعا من دول الجوار والمجتمع الدولي ، ولا حاجة إلى التمسك بشرعية مهزومة متهالكة ضعيفة ذليلة فاسدة جبانة مشردة في الخارج ، ولكانت دول الخليج في غنى عن اختيار قرار الحرب التي كلفتها الكثير من المليارات .

لكن الذين يسمون أنفسهم بالشرعيين ذهب بهم غرورهم إلى أبعد مايكون عن هدف قرار إتخاذ الحرب ضد الحوثيين ، مصدقين أنفسهم إن الأعتراف بشرعية الرئيس هادي وإتخاذ قرار الحرب هي من أجل أن يعيدوهم بذواتهم إلى كراسي الحكم ، ومكرا منهم تعمدوا الأبتعاد عن هدف الحرب الحقيقي الذي هو محاربة الحوثيين وإبعاد شرهم وخطرهم عن المنطقة العربية ، فذهبوا إلى المحافظة على أنفسهم ، منشغلون في قنواتهم الإعلامية يغنون ويمرحون ويطبلون ويعادون ، على اعتبار أنه متى ما انتهت الحرب بهزيمة الحوثيين سيكونون هم أنفسهم الشرعيين في العودة إلى سلطة الحكم .

لم تفيق شرعية الذل والهوان والسقوط من حالة الوهم التي كانوا يعيشونها إلا بعد ماروا التحالف يمد الجنوبيين ويقويهم عرفانا منه على جهادهم وتضحياتهم ودورهم البطولي في طرد الحوثيين من الجنوب كاملا ، الذين بدورهم استغلوا ذلك الدعم من التحالف واستطاعوا أن يؤسسوا مجلسا سياسيا انتقاليا وقوات جيش جنوبي التي شكلت إلى جانب سيطرتهم على الأرض التي عليها يعيش شعب مقومات دولة جنوبية متكاملة ، ليكونوا هم الشرعيين على أرضهم وعلى دولتهم القادمة .

شرعية المنفى لم تستغل الفرصة من خلال اعترافها بشرعية الجنوبيين على أرضهم والنظر إلى الشمال حتى لايذهب منهم ، حيث ذهب بهم الغرور مجددا إلى نهب الثروات والمساعدات المالية وتعطيل خدمات وحاجات الناس ونشر الفساد في مؤسساتها ، والتمكين للإراهبيين والمتطرفين ، وسب وشتم ونصب العداء لدول التحالف خاصة الإمارات ، وتوجيه جيشهم المأربي إلى محاربة القوات الجنوبية وفي أراضيها بدلا من محاربة الحوثيين ، كل تلك التهورات والتآمرات جعلتهم في صف واحد مع الحوثيين ، وبسببها أيضا فقدوا ماتسمى شرعيتهم ، وإذا لم يتوقفوا وينتهوا عنها ستنقلب شرعية إتخاذ قرار الحرب في اليمن عليهم هم والحوثيين سواء .