درجات حرارة لا تطاق


ربما تستغني البشرية، على المدى البعيد، عن الوقود الأحفور، أعني النفط، بحكم ما تخصص البلدان الغنية من عائدات للأبحاث في مجال الطاقة البديلة، هذا في الوقت الذي مازالت فيه البلدان النفطية أو معظمها عاجزة عن حل مشاكل الطاقة في بلدانها عبر ما لديها من عائدات النفط الضخمة. تأتي هذه المفارقة في ظل متغيرات مناخية عاصفة على مستوى البلدان الشرق أوسطية، بل وبلدان العالم كافة، بما فيها البلدان الأوربية التي تواجه درجات حرارة غير مسبوقة. 

الأمر الذي تشير فيه التوقعات إلى استمرار التغيرات المناخية الناجمة عن الاستخدام البشري الخاطئ للبيئة، خصوصاً على الصعيد الصناعي الذي أدى إلى الانبعاثات الحرارية. فهل ستواجه البشرية عموماً مشكلة عميقة على صعيد المتغيرات المناخية؟ 

هذا ما يحذر منه العلماء الذين يرقبون الغابات الأمازونية المطيرة وما يشهده من تبدلات عاصفة في مناخها ونباتاتها التي تعتبر مخزن البشرية النباتي. على نفس الصعيد تتم مراقبة تناقص المناطق الجلدية المستمر الذي يهدد بدوره زيادة منسوب المياه في البحار والمحيطات، ناهيك عن ما يرتبط بتلك التحولات من تأثير على الأحياء البحرية التي ترتبط بشكل أساسي كأحد أهم المكونات الغذائية للبشر على نطاق واسع. 

فماذا يعني زيادة الحرارة ودخولها المنطقة البرتقالية في بعض البلدان الشرق أوسطية، والتي منها الكويت التي تخطت درجة الحرارة في منتصف النهار (60 - 65) درجة مئوية، في حين سجلت رقم 51 درجة في الظل. 

يعني الأمر، دون شك، زيادة في استهلاك الطاقة الكهربائية، وهذا ما يمكن أن يحدث في البلدان التي لديها طاقة كهربائية تلبي الاحتياجات. 

إلا أن الوضع في البلدان الفقيرة التي تعاني من مشكلات في الطاقة، يعني مواجهة تبعيات زيادة الحرارة، ما يعني زيادة الوفيات، وهذا ما تعانيه خلال السنوات والعقود الأخيرة التي تفاقمت معها مشاكل الطاقة بصورة ملحوظة، جراء عدم الاستقرار في وضع هذه البلدان التي تعاني من زيادات سكانية مكثفة.