التاريخ الجنوبي الحديث
عادل العبيدي
- على هامش الدراسة الروسية للاعتراف باستقلال دونيتسك ولوغانسك
- الانتقال الجنوبي نحو السيطرة على السلطة
- محاور اتجاهات البيان الاستثنائي للانتقالي
- ثبات الانتقالي على ما تعهد به
إلى الذين يطبخون سياساتهم ويغذونها بالإساءة لدولة الجنوب ومواطنيها بتكرار تذكير الناس بتاريخ الجنوب القديم ، الذين يحاولون ومن خلال تناولهم لمواقف وأحداث وأنظمة جنوبية قديمة من ذلك التاريخ لغرض الترغيب بوحدتهم المشؤومة المنتهية وبيمنهم الإتحادي الضائع المدمر ، وكذلك لأجل إحباط معنويات الشارع الجنوبي حتى يتراجع عن مطلب استعادة الدولة الجنوبية حسب ظنهم الخائب ، وتحذير الأشقاء منا ، كأسلوب بغيض حاقد لتبعيد المسافة والعلاقة بيننا وبين الأشقاء ، إلى الذين مازالوا يفترون على الجنوبيين بتصويرهم إنهم ليسوا بشرا بل جبابرة ودمويين ووحوش مفترسة ، ببثهم إشاعات نتنة عن إن المشروع النضالي الجنوبي ما هو إلا مشروع موت مشروع دماء وقتل حسب زعمهم .
إليهم نقول ؛ الجنوبيين جميعا الذين ترعرعوا وعاشوا في زمن دولة الجنوب المستقلة او الذين لم يعيشوا ذلك الزمن ، جميعهم لاينكرون التاريخ الجنوبي القديم ولكن بحقيقته ، وليس بتزويراتكم وتهويلكم وتضخيمكم ، ولايستطيعون إنكاره لإنه هو التاريخ الذي يعترف بهويتهم الجنوبية ، وتذكيرهم إنه كانت لهم دولة مستقلة ، الذي تحاولون وبما اؤتيتم من قوة في المكر والخدع والكذب والتزييف إنكارها بتاتا ، لكن الذي نحب أن نذكركم به والذي تعمدتم التغافل عنه ، إن ذلك التاريخ وما كان له من توجهات خاطئة نحو الأشتراكية ثم نحو اليمننة والوحدة قد كانت بفعل تأمري خبيث من شخصيات شمالية ، أخترقت الكيان السياسي الجنوبي حينها واستطاعت أن تنفذ مخططاتها على أكمل وجه ، وكان للجنوب ما كان من الوقائع والأحداث .
وحتى تدركوا إنكم تسيرون في الطريق الخطاء بتكراركم الإساءة لتاريخ الجنوب القديم ، كمنقذ لكم لاستمرار شؤم وحدتكم واحتلالكم ، عليكم أن تضعوا في حسبانكم إنه وعلى أنقاض ذلك التاريخ القديم للجنوب والأعتراف بأخطاءه قد كان تأسيس وبروز التاريخ الجنوبي الحديث ، الذي كانت بدايته متزامنة مع بداية انطلاق الثورة الشعبية السلمية الجنوبية ، المرتكزة على مبادئ جديدة من أهمها ؛ نسيان الماضي الجنوبي وأخطاءه وتفعيل وترسيخ مبدأ التصالح والتسامح الجنوبي ، والنضال حتى استعادة الجنوب دولة مستقلة وبحكم ونظام فيدرالي ، وتوطيد علاقة قوية بين الجنوب والأشقاء الخليجيين والعرب .
هذا يعني أن عصيدكم في خلق تشابه بين ماضي الجنوب وبما سيكون في مستقبلة سيزيدكم فشلا وخيبة وخسارة ، وسيزيد الجنوبيين حماسة وجدية في تدوين تاريخهم الحديث على دولة جنوبية مستقلة ، حتى الأشقاء الخليجيين يدركون إن تسليم الجنوب للشماليين مجددا يعني عودة العبث به كما عبثوا به في الماضي ومن بعد ماتسمى الوحدة وصيروه خطرا عليهم ، لهذا نراهم أكثر دعما وتمسكا وقربا من الجنوب والجنوبيين والسير معا نحو صنع التاريخ الجنوبي الحديث .