الأشقاء هم سند الانتصار الجنوبي

لن يكون للإخوان ولا لأي قوى سياسية شمالية آخرى في الجنوب أي سلطة بعد اليوم ، لاسلطة سياسية ولا عسكرية ، ولن يستطيعوا أن يمارسوا أي ضغط ضد حلفاء الجنوب المتواجدين فيه بأعتبار إنهم هم الحاكمين أو هم الشرعيين ، وعليهم أن يزيلوا الصمغ من أذانهم وعليهم قدر المستطاع أن يتركوا عيشة الفنادق التي أفقدتهم مشاعرهم واحاسيسهم الدافعة إلى أن يكونوا وطنيين ويحاولون أن يصدقوا في محاربة الحوثي على الأرض ليثبتوا رجولتهم ، هذا إذا أرادوا ان يكونوا هم الطرف المفاوض عن الشماليين أمام الانتقالي الجنوبي للاتفاق على مشروع فك الأرتباط عن ماتسمى الوحدة اليمنية ومراعاة حفظ مصلحة الشعبين الشمالي والجنوبي باستعادة دولة كل منهما ، مالم فالجنوبيين لن يتآخروا عن استعادة دولتهم ، وليبقوا هم في وهم هشتاقاتهم المطالبة بطرد الإمارات من الجنوب التي لا تتعدى أهميتها وقيمتها وقوتها السياسية والعسكرية قوتهم التي فرضت عليهم عيشة الفنادق بذلها وهوانها وضعفها وسخفها .

الأشقاء الخليجيين ليس عندهم حاجة أسمها أن لاشأن ولا دخل لهم بالأحداث والسياسات التي تدور في اليمن ، وهذا يعني أن مصالح منطقة الخليج برمتها وفي مختلف جوانبها مرتبطة إرتباطا وثيقا وعميقا باليمن ، من هذا الاساس ينظر الأشقاء الخليجيين إلى الجنوب ومنه أيضا نرى أن الأشقاء هم سند الانتصار الجنوبي وسيكونون هم سند استعادة الدولة الجنوبية والاعتراف بها .

كيف يكون ذلك ؟ يكون ذلك من خلال عدم الفصل بين أن يكون الجنوب هو عمق مصالح الأشقاء في جميع الجنواب وبين أهداف ومطالب الشعب الجنوبي في استعادة دولتهم ، لإنه من غير المعقول أن يكون الشعب الجنوبي وبدعم الأشقاء _وهذا قد هو مشاهدا للكل _ هم المحافظين على مصالح الأشقاء في أرضهم من دون أن يكون هناك نصح عربي خليجي في الوقوف مع هذا الشعب من أجل استعادة دولته ، وهذا يؤكد على ثبات هذه العلاقة بين الجنوبيين والاشقاء ، كما يجب أن يدوم هذا الثبات في تلك العلاقة حتى لايحدث فيها الخلل الذي قد يفقد الجانبين مصالحهما المشتركة مع بعض ، وهذا يبين إن أهمية دعم الأشقاء للجنوبيين وضرورة أن يستمر هذا الدعم يعني إن الأشقاء هم سند الانتصار الجنوبي وسيكونون هم سند استعادة الدولة الجنوبية والأعتراف بها .

من خلال هذا الفهم لعمق تواجد مصالح الأشقاء في اليمن ، يبرز السؤال التالي ، لماذا تلك الحملة الإعلامية الشرسة من قبل الإخوان المطالبة بإنسحاب قوات التحالف من جنوب اليمن ؟ .
للإجابة عن ذلك ليس لها إلا مفهوم واحد وهو نية الاضرار بمصالح الأشقاء المتواجدة في الجنوب المنعكسة سلبا في سريان ذلك الضرر إلى الشأن الداخلي لبلدانهم ، خاصة وإن مشاريع الإخوان السياسية والعسكرية والإقتصادية تعمل لصالح دول آخرى معادية للسعودية والإمارات كتركيا وقطر ، وليس بعيدا عنا تحالف عفاش مع الحوثيين لصالح إيران ولغرض الاضرار بمصالح الأشقاء في اليمن .