المستهدف الجنوب وليس الانتقالي !


يخطئ من يظن أن هجومه على الانتقالي ومحاولات تشويه رموزه الوطنية سيتم فهمها على أنها هجوم وتشويه لأشخاص بعينهم، وهو ما يجعل كلامهم المنفلت مردوداً عليهم ويزيد من إصرار تلك الرموز الوطنية على العمل بوتائر وهمم عالية، لأنهم وببساطة لا يمثلون تيارات سياسية أتت لتمارس حروبها مع الآخرين لأهداف ذاتية. 
هؤلاء الرموز يمثلون الجنوب وإرادته وهم ليسوا بصدد الحصول على شهادة نزاهة من تلك الأطراف التي ليس لديها ما تفعله سوى كيل الإساءات للانتقالي ورموزه، وهو في الأصل استهداف واضح وجلي للجنوب ومقاومته وإرادة شعبه الذي تجاوز بتلك الإرادة الفولاذية ما اعتملت في طريقه من عراقيل وتشويه حتى أصبح رقماً صعباً يثير فزع تلك القوى والأطراف التي اعتادت النفاذ لتحقيق أهدافها من هذه الزوايا التي تثير الخلط والشقاق الجنوبي.

إلا أن المعطيات في الواقع تشير إلى قدرة الانتقالي على تجاوز هؤلاء الذين لا يمكنهم بأي حال فرض رؤيتهم على شعبنا وقواه الحية التي يمثل الانتقالي دون شك نواتها التي تمثل قضية شعبنا الحية، وتسعى إلى تحقيق هذه الإرادة بمعزل عن ما يعتمل لدى الأطراف التي تمارس كل هذا العداء السافر تجاه الجنوب وأهله، ما يعني أن ما تمارس من حرب إعلامية تستهدف في الأصل الجنوب لم تعد ناجعة أمام صحوة الشعب الجنوبي الذي بات يدرك جلياً مكمن معاناته وما أسبابها على مدى عقود مضت، وما هي الأسباب المرتبطة بطول أمد هذا الواقع المرير الذي كلف شعبنا تضحيات جسام.

الحال الذي يدعو الانتقالي الجنوبي بدرجة أساسية للعمل بوتائر عالية باتجاه تجسيد إرادة شعبنا من خلال خلق قدر أكبر من التوافق الداخلي وعدم الانجرار صوب أي معارك جانبية يسعى البعض إلى جرنا إليها لأهداف معروفة.
على الانتقالي التحسب تماماً من فكرة تجسيد أي تعاملات مناطقية في نهجه وسلوكه، لأن هذا ما يسعى إليه من يمارسون كل هذا العداء تجاه الجنوب، فتلك المفصلية أساساً هي وراء معاناة الماضي وانفراط العقد الجنوبي الذي ولّد شهية تلك الأطراف في ممارسة تلك الاختراقات التي ربما حققت لديهم مكاسب ومآرب عدة، في حين ولد معها حجم المعاناة والخلط في الداخل الجنوبي.

الثابت أن شعبنا قد تجاوز الكثير من تلك المعضلات الحادة، الحال الذي يقتضي تعزيزها في هذه الأوقات العصية بإرادة وطنية تضع مصلحة الجنوب فوق كل اعتبار بعيداً عن أي تكرار لأخطاء الماضي الموجع.​