لهذا سيبقى فك الارتباط مشروعا أخلاقيا

هذا ما بينته تجربة ما تسمى الوحدة اليمنية منذ إعلانها بين دولتي الجمهورية العربية اليمنية وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ، و أثبتت أن مشروع فك الارتباط بين الدولتين هو مشروعا أخلاقيا إنسانيا حتى يعود الشعبان الشقيقان الجنوبي والشمالي إلى حياة الأمن والاستقرار والبناء والتنمية ، وحتى لا يبقى الشعبان أداة عبث بيد الأحزاب والمكونات والقوى  السياسية والعسكرية التي ومن أجل أن يستمر رؤساؤها وقادتها وساستها في نهب خيرات وثروات الشعبين حتى وهم هاربون مرميون خارج حدود الوطن نجدهم دائما ما يلجؤون إلى استخدام  وسائل التحريش والتحريض والاغتيالات والتفجيرات الإرهابية الانتحارية والتدليسات الإعلامية ، وزرع الفتنة والضغينة بين الشعبين باسم قدسية ما تسمى الوحدة اليمنية؛ لذلك ولنجاة الشعبين من كارثة استمرار زرع  الضغينة والأحقاد المؤدية إلى فتنة القتل والاقتتال بينهم ، سيبقى مشروع فك الارتباط هو مشروعهم  الأخلاقي و الواقعي والأنسب لهم ولمصلحتهم جميعــًا .

أبناء الجنوب شعبا وقيادة سياسية وعسكرية  قد كانوا هم السباقين إلى تبني هذا المشروع والنضال من أجل تحقيقه على الواقع اليمني شمالا وجنوبا ، وتبنيهم لهذا المشروع لم يكن بدوافع عبثية أو فوضوية ، أو من دافع التعدي على مصالح المواطنين الشماليين المزاولين أعمالهم وحرفهم ومهنهم المختلفة في المحافظات الجنوبية ، كما  يروج لها بائعو شرفهم وأخلاقهم ودينهم ، أبواق تلك الأحزاب والقوى ذات النهج السياسي الخسيس والعفن  ، ولن يكون فيه أي تعطيل لمصالحهم تلك ، إنما قد كان تبنيهم لمشروع فك الارتباط هو من وازعهم الإنساني والديني والأخلاقيّ، وحرصهم في الحفاظ على حرمة دينهم و دمائهم وأعراضهم وأموالهم ، وعودة الحق الجنوبي إلى أهله .

أي أن الجنوبيين لم يتبنوا مشروع فك الارتباط إلا من بعد ما رأوا من أهوال ما تسمى الوحدة اليمنية ، التي شيبت لها رؤوس شبابهم وأطفالهم ، التي طالتهم وطالت كل شيء في أرضهم منذ إعلانها ، والتي مازالت تلاحقهم إلى اليوم من اغتيالات وفتاوىً دينية تكفيرية وتفجيرات انتحارية إرهابية وممارسات أسرية قبلية حاقدة وحقيرة وفساد ونهب للخيرات والثروات وبلطجة إعلامية .

لهذا عندما تقدم قوات الأمن الجنوبية و ألوية الحزام الأمني على أي إجراءات أمنية احترازية للحفاظ على استقرار المواطن الجنوبي والمواطن الشمالي على السواء في عدن ، فلتخرس تلك الأبواق الإعلامية المزيفة للحقائق المروعة للمواطنين ، الملمعة للشماليين المقبحة للجنوبيين ، لان الجنوب قد أعطى للشماليين ومكن لهم في الجنوب مالم يدخل في حسبانهم ، أعطاهم وطنــًا بالكامل عسى أن تجمعهم  أخوة العيش الكريم ، إلا أن أسيادهم الأشرار كفروا بتلك النعمة ، كما أن المقاوم الجنوبي إلى اللحظة وهو  يقدم التضحيات داخل أراضيهم في مواجهة الحوثي ، وهم ينعمون بالأمن واستقرار العيش الرغيد في عدن .

بفضل الله لن نهزم بعد اليوم ،  وسيبقى مشروع  فك ارتباطنا عن الشمال يمثل أخلاقنا في استعادة دولتنا ،  وفي الحماية والحفاظ على ممتلكاتنا وحقوقنا .