شبوة لوحة النصر بألوان الطيف الجنوبي

يقول المتنبي في أحد أبياته الشعرية:
كريشة في مهب الريح ساقطة

لا تستقر على حال من الغلق

هكذا يبدون هلعين يهمسون لبعضهم خلسة من أن شبوة في كنف سطوتهم وأن ما أعدوه سلفا لمعركتها كفيل بتحقيق أحلامهم، رغم إدراكهم أن الفرق شاسع بين مقاومين أشداء من أبناء هذه الأرض يذودون عن حياض الوطن أرضا وعرضا لا تحركهم الأموال، شعثا غبرا ضامري الأجساد لا يملكون من حطام الدنيا شيئا، استبسالهم يفوق الوصف، وقدرتهم على الصمود في وجه الأخطار لا حدود لها، يقدمون أرواحهم بكل سخاء من أجل الوطن..
شبوة عنوان لنصر جنوبي قادم.. مهما ظن العملاء والذين تحركهم المصالح والأموال فلا شيء من تلك الملامح المترهلة والأوداج المنتفخة والبطون المنبعجة قادر على ثني الإعصار الجنوبي بهبته التي تردي تلك الأجساد الخاوية صريعة، لا وجه للمقارنة بين إرادة أبناء الشعب المخلصين وتلك الذات المريضة التي غاصت لعقود خلت في نتانات الماضي التي كشفت ساحة الجنوب مكامن روائحهم النتنة، هكذا تتبدد أحلام الخائبين المرتجفين وهم في نزعهم الأخير بعد أن ضاقت أرضنا الجنوبية بسلوكياتهم المشينة، أو هكذا تكشف المشهد عن جملة حقائق عن من مارسوا التضليل لسنوات خلت تحت شعارات زائفة.
شبوة هي قلب الجنوب ولن تكون إلا في سربها الجنوبي بمشهده الراهن الذي أجهض أحلام الطامعين وقذف الرعب في نفوس الموالين الأذلاء ممن باعوا أنفسهم للشيطان مقابل حفن المال من عائدات أرضهم..
لا أحد من أولئك الطامعين يمتلك الإرادة في مواجهة صمود شعبنا العظيم.. والوهم لا يمنحهم الأمل إلا لبعض الوقت، في حين أن دماء أبنائنا الشرفاء تمنح شبوة والوطن الجنوبي عموماً حياة التجدد والبقاء بعد أن تطوي بعزمها الشديد ليل القراصنة والمتوحشين لأجل الثراء ممن تنهار حصونهم تلو الأخرى تحت سطوة أنقى الرجال وأكثرهم زهدا..

هكذا تمضي سفينة الجنوب إلى شاطئها القريب وسط ذهول الخائبين ممن ظنوا يوماً أن بمقدورهم شراء الذمم.. فمن أفاق صحاري شبوة يتسلل الفجر متنفساً رحيق الحياة ليرسم على خارطة الجنوب لوحة خالدة رُسمت بألوان الطيف لتحكي للأجيال ملاحم أسطورية خاضها البسطاء الغيورون على الوطن.​