جسامة التضحيات لعظمة الأهداف والغايات

عندما انتهى مشروع حلم الوحدة اليمنية بالنسبة للجنوبيين في سنينه الأولى بعد أن تحول إلى جحيم أحرق حياتهم في شتى مجالاتها ونواحيها ، معه تبدلت الأهداف والغايات الجنوبية وتحولت إلى كيفية استعادة الدولة الجنوبية والحفاظ عليها ، وكل ذلك بسبب خيانة الطرف الآخر (الشمال) الذي سخر كل شىء فيه لمحاربة الجنوب ، الذي مازال إلى اليوم وهو يظهر عداءه الصريح وحقده الدفين ضد الجنوب بنفس تلك الأدوات وبنفس تلك الاساليب السابقة .

هذه الأهداف والغايات الجنوبية العظيمة المتجلية في الخروج من النفق المظلم لماتسمى بالوحدة ، المتجهة جنوبا نحو استعادة الدولة الجنوبية ، لم يكن الوصول إليها بالأمر السهل ، لولا الله ثم جسامة التضحيات الجنوبية التي قدمت وبذلت في سبيل تحقيق ذلك ، وفي زمن كان الأعداء فيه أشد قبضة وقوة على الجنوب وشعبه وقيادته مما نحن عليه اليوم من حال ومن زمن استطعنا فيه أن نتخلص من تلك القبضة وتفتيت تلك القوة للأعداء ، ولم يبقى منهاغير اليسير ، التي أمامها ولها يجب أن لانحتقر قلتها أو ضعفها بتراخ وتساهل منا ، بل يجب علينا أن نواجهها بشد الهمم وإعداد العدة لكي نقتلعها ومن جذورها من على بقية المحافظات الجنوبية التي يحاول ساسة تلك القوة العسكرية الشمالية شرعنة تواجدها و التشبث للبقاء فيها بتفسيراتهم الفاضحة والمغلوطة لما يخرج عن دول التحالف او عن المملكة السعودية نفسها او عن السعودية والإمارات من بيانات سياسية مشتركة أو غير مشتركة .

ما نطمح إليه اليوم من الانتقالي الجنوبي الذي استطاع أن يجعل من قضيتنا الجنوبية قضية إقليمية دولية مهمة جدا ، لها دورها المحوري في حل كافة المشاكل اليمنية بل ومشاكل المنطقة العربية عموما إذا ما كان حلها مستحابا لمطالب الشعب الجنوبي في استعادة دولته ، هو أن يكون تفاوض او تحاور الانتقالي مع مايسمى الشرعية اليمنية ، نابعا من مواصلة ثباته في السير نحو بلوغ تحقيق تلك الأهداف والغايات الجنوبية واستكمالها بما يوازي جسامة التضحيات التي قدمت وبذلت في سبيل الوصول إلى تحقيقها .

ما تسمى الشرعية ستحاول بكل طاقتها وجهدها الاستمرار في مراوغتها وغدرها وخيانتها لأي بيان او نداء يدعوها إلى الجلوس مع الانتقالي للتحاور ، وستحاول أن تملي على الأشقاء في دول التحالف ، إن الخلاص من إنقلاب الحوثيين وتحرير المحافظات الشمالية منه لايكون إلا عن طريقها هي ، وإنه لايكون ذلك إلا بتمكينهم السيطرة على المحافظات الجنوببة ، وهنا قد ترضخ دول التحالف او السعودية منخدعة لإملاءاتهم ، فتحاول الضغط على الانتقالي أن يتخلى عن بعض مبادئه في التحاور حتى القضاء على الحوثيين نهائيا .

لهذا على الانتقالي الجنوبي أن لايخاف مايكون من تجاذب دولي او إقليمي أثناء التحاور أو قبله التي قد تتدخل وبقوة في حل كم المشاكل العالقة في اليمن ، وعليه أن يتمسك وبقوة في بلوغ أهداف وغايات الشعب الجنوبي حتى لاتذهب سدى جسامة التضحيات التي قدمها سابقا ، التي تعد جزء منه ، هذا الشعب الذي أثبت ومن خلال استجابته المطلقة لدعوة الانتقالي الجنوبي في الاحتشاد المليوني إلى ساحة العروض في مليونية الثبات والتمكين وإلى ساحات المعلاء والمكلاء وسقطرى في مليونية الوفاء للإمارات إنه مازال على أشد قوته في تمسكه السير حتى بلوغ تحقيق أهدافه وغاياته المتمثلة في استعادة دولته ، وإنه مستعد لتقديم المزيد من الفداء والتضحية .