الثروة ليست مفتاحا للحلول
عبدالقوي الاشول
المزيدذلك يعني أن الجنوب سوف يعيش تحت واقع سطوة استبدادية لا حدود لها، وحالة اضطرابات مستمرة لا يمكن معها تحقيق الاستقرار في هذا الجزء من العالم، فالحل لا يفرض على الجنوب وفق تلك المفاهيم.
رخاء العالم وبلدانه لم يعد معقودا على ما في باطن الأرض من ثروات.. وفي مثل أوضاعنا مهما كانت الثروات وعائداتها فإنها لا تمثل شيئاً أمام واقع سياسي مهترئ وحالات حروب مستمرة وممارسات فساد على أوسع نطاق.. العالم غادر هذه المفاهيم، أعني ربط الاستقرار الرخاء بالثروة، فعطاء عقل بشري مبدع واحد يفوق عائدات مئات الآبار النفطية، وهذا ما أظهرته ثورة العصر الراهنة التي خلقت تحولاً هائلاً في عائدات بلدان صغيرة آمنة ومستقرة، وعلى العكس من ذلك تعيش أغنى البلدان بالثروات في آسيا وأفريقيا حالات عوز لا حدود لها، فهل نظل متمترسين خلف فكرة أن الثروات الباطنية للأرض هي مفتاح الحلول لكافة المشكلات، ونلقي ثقتنا بقدرات عقولنا على الإبداع والعطاء وتحقيق ذلك عبر مجتمعات آمنة ليس فيها هذا القدر من البغضاء وسفك الدماء على نحو ما نعيشه.