الخدمات والأمن هما السياسة بذاتها

على المجلس الانتقالي الجنوبي وإلى جانب السير في سياسة تحقيق المصير الجنوبي (استعادة الدولة الجنوبية ) عليه أيضا أن يكثف من سياساته وعلاقاته من أجل إصلاح وتطوير خدمات المواطنين في المحافظات الجنوبية التي منها طرد ماتسمى الشرعية واعلن سيطرته عليها ، ويعمل بكل جهده على استتاب الأمن فيها مهما كانت العراقيل والصعوبات والظروف ، وتقدديمهما إلى المواطنين في أحسن حال ، وبشكل يليق بالانتقالي ككيان سياسي يتطلع إلى أن يكون هو السلطة في المحافظات الجنوبية على طريق استعادة دولة الجنوب القادمة ، ففي وضعنا وظروفنا الحالية ، لامجال أمامنا للضعف او التهاون او التخاذل في سبيل الخروج من تلك الأوضاع التعيسة والمتعمدة التي عاشها المواطن الجنوبي في ظل نظام عفاش ونظام ماتسمى الشرعية .

فالسياسة الناجحة لأي دولة او حكومة أو كيان او حزب هي التي تزدهر في عهدها كافة الخدمات التي يحتاجها المواطنين في حياتهم اليومية وبمختلف جوانبها (الاقتصاد بشكل عام ) وفيها أيضا يكون الأمن مستتب .

جميعنا يعرف كيف كانت الخدمات وكيف كان الأمن في وطننا الجنوبي ضحية السياسات المتعمدة المقصودة من قبل نظام عفاس ونظام ماتسمى الشرعية ، التي وصلت أضرارها ومازالت إلى كل بيت وكل اسرة جنوبية ، وكل ذلك قد كان من أجل تحقيق مكاسب سياسية جانبية، ومن أجل تمرير فسادهم المستشري في كل مكان وفي كل هيئة وفي كل مرفق ومكتب حكومي ، وأيضا من اجل زيادة تكسبهم الخاص الغير مشروع على حساب المصلحة العامة ، ورغم أن تلك التصرفات السلبية السيئة الخاطئة الفوضوية التي كانت تمارس ضد المواطنين الجنوبيين وفي مناطقهم لاتمت بصلة إلى سياسة الدولة الحقة التي تعمل جل وقتها لمصلحة المواطن ، إلا إنهم هكذا كان التلاعب بالامن والخدمات عندهم يعتبر سياسة ، وذلك لغرض تتويه الجنوبيين عن نضالهم في المطالبة باستحقاقاتهم السياسية والحقوقية والوطنية ، ولتوهمهم إن تلاعبهم وخدعهم واكاذيبهم ستنطلي على المواطن الجنوبي وتصديقهم إن الجنوبيين ليسوا رجال دولة كما ينعقون.

تلك الممارسات الكيدية الخبيثة قد كانت مشاهدة وبشكل مقزز في تلاعبهم بأمن وخدمات الناس في عدن مباشرة من بعد تعيين القائدان عيدروس الزبيدي محافظا لعدن وشلال شايع مديرا لامنها ، وذلك حتى لايظهر الرجلان بشكل يدل على إنهما رجال دولة ، إلا إنهم بتوفيق من الله وبحنكتهم وشجاعتهم ووطنيهم استطاعوا الظهور كرجال دولة وبريادية .

اليوم وبرغم إن الانتقالي مسيطرا عسكريا وليس خدميا على عدة محافظات جنوبية ، إلا إن كيد وخبث عملاء ماتسمى الشرعية سيستمرون في سياستهم اللعينة وهي التلاعب بالخدمات والأمن ، لنفس الأغراض والمقاصد السابقة .
لهذا على رجال الانتقالي الجنوبي في كل المحافظات أن يكونوا لهم بالمرصاد ، ويفضحوهم بنفس السياسة ، في الخدمات والأمن ، ولكن ليس بتعطيلها وإحتكارها وإخفائها ، وإنما بإصلاحها وعرضها وتطويرها .