أهلا سعودية
عادل العبيدي
- على هامش الدراسة الروسية للاعتراف باستقلال دونيتسك ولوغانسك
- الانتقال الجنوبي نحو السيطرة على السلطة
- محاور اتجاهات البيان الاستثنائي للانتقالي
- ثبات الانتقالي على ما تعهد به
لانقول وداعا الإمارات ، لإن الإمارات لن ترحل بعيدا عن الجنوب والانتقالي ، ولا يمكن لها أن تتخلى عنهم قيد أنملة ، وما انسحاب قواتها العسكرية من عدن إلا لإعادة إنتشارها وتموضعها في أماكن آخرى هي في أمس الحاجة لها ، خاصة بعد تأمين العاصمة عدن بقوات الحزام الأمني والمقاومة الجنوبية ، إثبات الإمارات خلال فترة تواجدها بعدن إنها أعظم حليف للجنوب ، سيجعلها تبقى بتلك العظمة ، فالعلاقة التي بنيت بين الإمارات والجنوب لم تكن سطحية حتى سرعان ما تذوب ، ولكنها بنيت على اساس استراتيجي ومصالح مشتركة يتحتم عليها البقاء والاستمرارية مهما كانت التقلبات السياسية والعسكرية ، لهذا وأمام التغيير الحاصل في المواقع بين القوات الإماراتية والقوات السعودية ، لا نقول وداعا الإمارات ولكن نقول أهلا السعودية ومرحبا بك كحليف آخر للجنوب وقوي إلى جانب دولة الإمارات العربية المتحدة .
مسألة انسحاب قوات الإمارات من عدن واستبدالها بتواجد قوات سعودية ، ليس الهدف منها تحقيق رغبات واهواء حزب الإصلاح كما ينعق إعلام الإخوان بذلك ، إنما هي مسألة تتعلق باستراتيجية الدولتين العسكرية وكيفية الحفاظ على أمنهم ومصالحهم وتحالفهم ، وأيضا من آجل إنجاح تنفيذ اتفاق جدة الذي تم التوقيع على مسودته مؤخرا بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي ، ولإن الإمارات هي الاكثر جراءة في محاربتها الإخوان والقاعدة والدواعش ، وقد انتصرت عليهم في عدن والمحافظات المجاورة لها ، استدعت الضرورة ذلك التبديل في القوات بين السعودية والإمارات ، لتكون الإمارات وقوات الانتقالي بكافة تشكيلاتها على أهبة الاستعداد لأي جولة عسكرية آخرى قد تضطرهم ضد خطر الإخوان وجماعاتهم الإرهابية في المحافظات المتواجدين فيها كشبوة وحضرموت الوادي والمهرة .
الإخوان وفي محاولة فاشلة منهم سرعان ما طارت أكاذيب إعلامهم في الهواء لإثارة الغضب الشعبي الجنوبي ضد السعودية بتصويرهم ان التواجد العسكري السعودي في عدن قد جاء من أجل إعادتهم إلى عدن وبسط سيطرتهم عليها ، وطرد قوات الانتقالي منها ، وهيهات لهم من ذلك .
عدن لن يكون فيها أي تغيير للواقع العسكري الجنوبي الفارض سيطرته حاليا ، وسيبقى كما هو وبتعاون سعودي، لإننا لوعدنا النظر إلى وقت دعوة السعودية كلا من الانتقالي والشرعية إلى الحوار ، لوجدنا إن تلك الدعوة قد جاءت مباشرة بعد سيطرة قوات الانتقالي على العاصمة عدن والمحافظات المجاورة ، كما أن التواجد السعودي الآخير بعدن قد استقر أيضا في ظل سيطرة القوات الجنوبية ، وهذا يدل على الرضى السعودي بذلك ، وإذا جدلا وجد تغيير ما ، فإن ذلك سيكون وفق اتفاق جدة ، وهذا سيكون بموافقة الانتقالي ، اما غير ذلك فسيكون عبثا لن يقبل به أي جنوبي ، وماهي إلا احلام إصلاحية .
بالضغط على الحكومة اليمنية التوقيع على مسودة اتفاق جدة ، كجنوبين أحرار صرنا نحن الشرعيين على أرضنا واوفياء مع التحالف لانقول وداعا الإمارت ولكن نقول أهلا السعودية على خطى نهج ودور الإمارات .