الإخوان يتمردون على الشرعية

منذ قيام عاصفة الحزم وإلى قبل التوقيع على مسودة أتفاق جدة ، لم يكن لما تسمى الشرعية حينها أي شرعية تذكر بدون الاعتراف الإقليمي والدولي بها ، ولكان الذين هربوا إلى الخارج خوفا من بطش الحوثي ، الذين هم اليوم يتطاولون على أصحاب الحق (الجنوبيين ) وعلى من وهبهم مسمى الشرعية (التحالف ) ، لم يكن لهم أي قيمة لأنفسهم ، ولا لفسبكتهم وتغريداتهم أي أهمية او ذكر أو تأويل ، وهذا يعني أن مسمى الشرعية ليس مرتبطا بأحزاب معينة بذاتها ، وأن استمرار بقاء هذه الصفة بأي حزب أو شخصيات أونقله إلى آخرى يكون مرهونا ومرتبطا بتحقيق أهداف عاصفة الحزم السياسية والعسكرية والإجتماعية والمعيشية والأمنية والدينية ، وأي تماطل او انحراف أو خدع أو استغلال للخروج عن ذلك يسمى تمرد ، حتى لوكان ذلك السلوك من الذين اتسموا يوما بذلك الوصف ، وكذلك سيكون الحال على الأطراف الموقعة على مسودة اتفاق جدة .

الانتقالي الجنوبي ومنذ تأسيسه كان مدركا لتلك المفهومية التي جعلته يسير في خطين متوازيين ، خط سار عليه نحو الاقتراب من استعادة الدولة الجنوبية ، وخط سار عليه نحو تحقيق أهداف عاصفة الحزم ، وقد برهن ذلك على الأرض .

هذا السير المتوازي للانتقالي استطاع به أن يقلب المعادلة على رؤوس اعلاميي وقادة حزب الإصلاح الذين حاولوا مرارا وتكرارا تصوير الانتقالي ككيان متمرد ، وقواته كميليشيات ، كما استطاع بذلك السير أيضا إقناع دول التحالف والإقليم والعالم أن يكون له نصيب من سلطة الشرعية ، فكان له النصف ، التي بها اصبح امام العالم كيانا جنوبيا شرعيا وأصبحت قواته قوات جنوبية شرعية حسب اتفاق جدة .

من منطلق اتفاق جدة ومنذو التوقيع على مسودته ، يكون الطرف المتهرب المماطل (الإصلاح ) عن التوقيع الرسمي للاتفاق مصنف إلى متمرد عن الشرعية التي يمثل نصفها الانتقالي ، كمايصنف الميسري والجبواني ومن سار على شاكلتهم في عدم اعترافهم بالاتفاق والعمل ضده بالمتمردين عن الشرعية وعن التحالف .

وكذلك الاعمال الإرهابية العسكرية التي أقدمت عليها ميليشيات الإخوان في احور و مناطق آخرى من أبين ضد القوات الجنوبية يعتبر اعتداءا سافرا على قوات شرعية وعملا متمردا ضد الشرعية ، لأنهم ومنذو الوهلة الأولى قد خالفوا كل بنود اتفاق جدة وعملوا على تنفيذ العكس ، ودليل ذلك تحليق طيران التحالف فوق الميليشيات الإخوانية المعتدية باحور وتهديدها بالانسحاب او قصفها .