لماذا هم منزعجون؟!!
عبدالقادر القاضي
- في عزاء الاصلاح
- ما أشبه اليوم بالبارحة
- الرجل الذي يحترمه عيدروس
- وتبقى المحبة والاخاء على حدود عام 90
حينما نتحدث عن انتصار سياسي غير مسبوق للقضية الجنوبية فإننا لانبالغ ولانتكلم من الفراغ والعدم ولا نتحدث عن افيال بيضاء أسطورية لاوجود لها وسأقول لكم من المنظور السياسي كيف تحقق ذلك وما الذي جعل اطرافاً حزبية وقيادات عسكرية بعينها تخسر معركة كسر العظم التي خاضتها مع شعب الجنوب محاولة الالتفاف على القضية وتمييع جوهرها السياسي وافراغها منه .
الكارثة التي جعلتهم يولولون ولم يفصحوا عنها وهو تفصيلة سياسية كسرتهم وفرضت نفسها وغابت أنظار الغالبية عن التقاطها هي مسألة تثبيت الجهوية السياسية الجنوبية التي يتضمنها اسم المجلس الانتقالي ذاته والموسوم ب ( الجنوبي ) في آخر تسميته السياسية .
وكذلك رفض المجلس سابقاً لنداءات أطلقتها حكومة شرعية الإصلاح لدعوته إلى قبول خدعة التحول الى حزب سياسي الذي سيجبره قانون الأحزاب حينها على التخلي عن الاسم الخاص بالجهوية السياسية ،،
وكذلك إستعادة الجنوب لحصته السياسية المتمثلة ب 50% من الحكومة ك ( ند ) وشريك للشمال وليس ك فرع وتابع له .
مما يعيد إحياء مبدأ المناصفة بين الشمال والجنوب هو بالتالي إقرار واضح وصريح بأن الجنوب جنوب ،، وأن الشمال شمال ،،
ولاعيب ولاعار ولا تحريم ولا انتقاص ولامهانة لأحد في أن تعاد الأمور الى ماكانت عليه ليأخذ الجنوب وضعه السياسي الذي يستحقه وهو ايضاً حقٌ له وليس مِنة او فضل من أحد ،، بعد أن تم تغييب ذلك الحق الأصيل للجنوب وشعبه واذابة وتمييع تمثيلة السياسي من قبل عصابات وأحزاب 7_7 .
الاعتراف بالجهوية السياسية الجنوبية التي مررها المجلس الانتقالي من خلال اسمه الثلاثي هي أرضية تمهيدية تسمح ببناء جميع الحلول المستقبلية بين الشمال والجنوب بالحوار الندي المحترم الذي يفضي إلى حلول سياسية تجنب الشعبين كل تلك الحروب العبثية وبدون تغول طرف على طرف او تنمر طرف ضد طرف،، او وصاية طرف على طرف .
كل شيء اصبح واضحاً لمن يريد ان يستشف او يتلمس الى اين سيتوجه المسار مستقبلاً ،، فأتفاق جده هو بمثابة خارطة طريق رقم 1 ستفضي لامحالة في ماهو قادم إلى خارطة طريق رقم 2 بعد أن تتحقق الأولى أهدافها او جزء منها او بعضها وتستتب غالبية الأمور التي يفترض ان تتحقق قبل ان ينتقل الجميع وقتها دينماتيكاً إلى خارطة الطريق 2 التي ستنبثق من نتائج الخارطة 1 ليكون شكل التفاوض القادم هو تفاوض ندي شامل بين شمال وجنوب على قاعدة الند للند وليس الند للكراتين او التوابع
إتفاق جده هو وثيقة سياسية شهد العالم أجمع ولادتها وباركتها كل الدول وهي تحفظ وتعترف رسمياً بالجهوية السياسية الجنوبية بل ان اتفاق جده هو اول اعتراف لفظي سياسي صريح يفصل بين شمال وجنوب بمجرد ان ينطق اسم المجلس ثلاثياً.
وهذا مؤشر له دلالاته السياسية وما بعده ليس كما قبله ،، وقد تفرد وعن جدارة المجلس الانتقالي الجنوبي بهذا الانجاز لما يمثله ومايتبناه من تطلعات وطموح الشعب الجنوبي ويعكس هدير حناجرهم
لذلك تجدهم يصرخون, ويلطمون ،، ويشككون ،، ويشتمون،،
فمجرد استحضار روح وانفاس الجنوب بشكله الندي الموازي للشمال تلك مصيبة وكارثة وحدث جلل زلزل ملعبهم السياسي ،،
ولهم الحق في شق ثيابهم ولطم وجوههم وندب حظهم ولاتثريب عليهم حتى وإن نثروا التراب والحصى على هامات رؤوسهم ،، فالأمر كان صادماً لهم وكان كصاعقة ازلت من السماء لتضرب اجسادهم،، لذلك تراهم يحترقون.