ثنائية المجاعات والأوبئة

من الملحوظ أن لا جهات معنية بأمر المواطن فحجم الاستخفافات بحياة العامة بلغ ذروته وإلا لما تم قطع الراتب عن شريحة كبرى من السكان بهذه الطريقة المستخفة ولم يتم التعاطي مع الأمر بشيء من الإحساس تجاه هؤلاء.
في حقيقة الأمر أمورنا تمضي من سيء إلى أسوأ، ولا خلق لدى الجهات المعنية التي لا ترى نفسها ملزمة بتقديم الحلول تجاه المشكلات القائمة، كما لا تخشى المحاسبة لأنه لا مجال لذلك.
انظروا إلى حال المدينة عدن التي تعيش أسوأ حالاتها بحكم غياب الجهات المسؤولة.. فالمدينة غارقة في كم هايل من النفايات والمخلفات التي تنشر الروائح العفنة منها على نطاق واسع، ليس هذا فحسب، فالمياه مشكلة أعمق كما هو حال الكهرباء إلا أن ما نود الإشارة إليه هنا هي ثنائية (الماء والنظافة)، فعندما لا توجد نظافة ولا مياه تكون الكارثة، وهو الوضع المتداعي في عدن بصورة فاضحة أي أن نقص المياه ومشكلاتها التي لم تقف عند حد إلى جانب غياب النظافة.
عاملان يؤديان إلى انتشار الأوبئة والأمراض على نطاق واسع مثل التيفوئيد، الكوليرا، حمى الضنك، الملاريا، وسواها من الأمراض التي ستكون ضحاياها مرعبة إذا ما استمر الحال على هذه الوضعية.
إذن المدينة أمام أخطار حقيقية، بل مرعبة، ناهيك عن مستوى الخدمات الصحية المتردية للغاية، ومستوى استجابة الجهات المعنية غير وارد وفق معطيات سنوات مضت.
هكذا هو الحال حين تبلغ مستويات الفساد ذروتها وحين تستباح الموارد والأموال العامة على نحو ما يجري اليوم.. فعند إذ لا يمكننا أن نتوقع حرصاً ومسؤولية على حياة السكان، ممن تفتك بهم المجاعات والأمراض في عهد اللادولة واللاقانون.
فمن يغيث ملايين البشر من هذا الوضع المؤسف؟!